الكثير من الآباء والمدرسين قد لا يعرفون أن المرض وتناول الدواء من اهم واكثر اسباب التأخر الدراسي بين الاطفال الاصحاء,
فالاحصائيات المعلنة التي قام بها مركز مينسوتا الصحي الحكومي الامريكي تشير الي ان نزلات البرد وحدها تسبب غيابا تصل نسبته الي 5% من مجموع الطلاب في اي مدرسة يوميا في الولايات المتحدة, أما في مصر, فالوضع مختلف تماما فقليل منا يملك رفاهية منع ابنه من الذهاب للمدرسة وأقل منهم من يلتمسون لأطفالهم العذر في عدم التركيز بسبب المرض او الدواء المعالج وتقول د. حنان محمد عز الدين استاذ طب نفس الاطفال بجامعة عين شمس أن المرض المؤقت أو المستمر يؤثر بصورة مباشرة وغير مباشرة في تراجع مستوي التلميذ الدراسي.
فمن المعروف ان تكرار الإصابة بمرض ما, حتي لو كان بسيطا قد يبطئ قدرات الطفل الاستيعابية والإنتباهية حتي لو كان طفلا ذكيا. فمثلا تكرار الإصابة بمشكلات في الأذن أو بالتهابات في منطقة الحنجرة يمكن ان يعيق إحدي حواس الطفل التي تستخدم في الاستيعاب والتي تعتمد عليها عملية التعلم, فعمليات التعلم في المدارس المصرية تعتمد بصورة كبيرة علي حاسة السمع التي تستخدم أدوات مهمة مثل اللغة والتعبير اللفظي, فاذا تأثرت عملية السمع لدي التلميذ وتكرر ذلك بدأ التلميذ يفقد تركيزه نتيجة لنقص قدرته علي المتابعة اللفظية السمعية للمعلومة كلها او الشرح, وفي هذه الحالة لا يمكن تعويض التلميذ بالشرح مرة أخري إلا بعد تعافي الجزء المصاب وتمام العلاج
ومن اسباب انخفاض معدلات التحصيل المفاجئة بين الأطفال إصابة الطفل بعدوي فيروسية تؤثر علي بعض الوظائف الدماغيه بصوره مؤقتة أو دائمة نتيجة تغير (الوضع الحيوي) لكيمياء الدماغ في منطقة ما, وهي حالة نادرة مثل الالتهاب السحائي وبعض الالتهابات الأخري والتي تؤدي إلي صعوبات تعلم مؤقته أو دائمه وذلك اذا تركت آثارا لا يمكن علاجها.
اما أحد اهم وأشهر اسباب مشكلات التعلم المؤقتة وتذبذب الأداء الدراسي للطفل فيرجع الي تناول بعض الادوية مثل مضدات الهيستامين التي يؤدي بعضها الي بطء في سرعة رد الفعل نتيجه لبطء في نقل المعلومات عبر الجهاز العصبي مما يسبب بطئ في الاستيعاب ويخضع هذا العامل لفروق فردية ودوائية, كما ان أثره غالبا مؤقت ما لم يحدث إسراف في تعاطي الدواء من حيث الكمية أو مدة استخدام الدواء. حيث قد يؤدي طول فترات التناول الي تراجع في القدرات والمهارات المعرفية الكلية للتلميذ, فيصبح متأخرا عن أقرانه.
ولا تنفرد مضدات الهيستامين بهذه الآثار بل يلحقها بعض المضدات الحيوية التي تؤثر بعضها علي قدرة التلميذ علي اتخاذ القرار بصورة ملحوظة, الأمر الذي يدفع بعض الشركات المنتجة للادوية الي طباعة تحذير طبي مرفق لمتناولي الدواء من القيادة أوالتعامل مع الآلات الحادة. وهناك ايضا بعض الادوية المعالجة للسعال وبعض انواع الكورتيزون التي تحتوي عي عناصر تعمل علي تثبيط الجهاز العصبي المركزي جزئيا او كليا فتدخل الصغير في دائرة اللوم والاتهام الدائم بنقص القدرات رغم سلامة قدراته وربما تميزها ايضا.
واخيرا يمكن ادراج الانيميا ونقص التوازن الغذائي ونقص الزنك واليود والكروميوم كعوامل مسببة لنقص التحصيل الدراسي وذلك بصورة مباشرة بسبب تأثير نقصها في الدم علي تغذية المخ, وبالتالي قدراته او بسبب تسببها المباشر في تغير العمليات الحيوية والتركيب الدموي الذي يعتمد عليه المخ لاتمام عمليات الفهم والتذكر وغيرها من العمليات التعليمية.