قدوم مولود جديد يدخل البهجة علي الأسرة لكنه في الوقت نفسه يعني حدوث تغيرات جديدة في بعض الاحيان لحدوث بعض المشاكل خاصة قد تؤدي الى مشاكل إذا لم يكن المقبل الصغير أول طفل فالطفل الأكبر يحتاج في هذه الحالة الي رعاية وتهيئة نفسية من نوع خاص ليتقبل فكرة قدوم صغير سوف يقاسمه حب واهتمام اسرته.
فعند قدوم المولود الجديد تستبدل المواقع وسيتركز عليه الاهتمام وتتوجه اليه الأنظار سواء بقصد أو بدون قصد, وسيحظي بالقدر الأكبر من الرعاية وعندها سيشعر الطفل الأول بسحب البساط من تحت قدميه وباهتزاز عرشه, وقد يتعرض لبعض المشاكل النفسية والسلوكية مثل الاحساس بالدونية بتفضيل أخيه عليه والاحساس بكراهية الوالدين له مما يولد لديه مشاعر الغيرة التي ستتحول الي سلوك عدواني في بعض الاحيان بل وقد يتطور به الامر الي حد الرغبة في إيذاء الطفل الجديد لمجرد الانتقام ممن سلبه الحب والرعاية التي كان ينفرد بهما.
وتقول د. نهي معروف استاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية إن علماء النفس يعتبرون الطفل هو الملك المتوج علي عرش العائلة ومحور اهتمام الأب والأم والاجداد فكل ما يفعله مراقب ومشجع.
ولذلك علي الاهل الاهتمام الشديد به عندما يعلمون بقدوم طفل جديد للأسرة لأن الطبيعي ان الطفل الجديد يكون له احتياجات تستلزم كل الاهتمام به طوال الوقت.. وليتجنب إحساس الطفل الأول مشاعر الرفض أو التهميش من الأهل يجب تحفيزه نفسيا وذهنيا لقدومه خلال فترة حمل الأم وإشراكه في كل التحضيرات التي تسبق قدوم الزائر الجديد من تحضير ملبوسات واختيار الوانها وتنظيم الحجرة إن وجدت.. وعند البدء في العد التنازلي يمكن تخصيص نتيجة تقويم ليقوم الطفل بشطب كل يوم يمر منها يقربه من موعد الولادة ليشعر بأهمية دوره في حياة والدته والمقبل المجهول كما يمكن للأم ان تجعله يتحسس حركة الطفل في بطنها والذهاب معها ليري صورة الطفل في السونار حتي يكون متشوقا لرؤيته في الحقيقة, وتضيف د. نهي معروف ان الجنين له ذاكرة حتي قبل أن يولد فهو يختزن المشاعر والكلام والتفاعل معه ويكون أكثر ألفة بعد الولادة مع من سبق أن تعامل معه, وهذا ما يجب ان نفهمه للأخ أو الأخت الاكبر حتي يشعر بأن دوره في حياة المقبل سيكون مؤثرا بصورة كبيرة, الأمر الذي يمكن ان يوجد مودة حتي قبل الولادة, وعلي أحد أفراد الأسرة وليكن علي الأب توجيه الاهتمام الشديد للطفل الأول اثناء فترة حمل الأم حتي يتعود عليه ولا يشعر بفقدان اهتمام الأم بعد الولادة فهناك من يعوضه عن ذلك وبعد الولادة تبدأ رحلة جديدة تتطلب مشاركة الطفل الأول في الترحيب بالطفل الجديد وعدم ابعاد الأم عنه بحجة أنها يجب ان تستريح, مع محاولة شراء هدايا واعطائها للطفل الأول واخباره أنها هدايا من المولود الجديد.
وعلي الأم أن تحرص في فترة بعد الولادة علي عدم إهماله بل تشركه في المهام التي يستطيع ان يقوم بها, مثل أن يغني للمولود أو يشاركه في اللعب ويمكن تعليمه ان يحمله وهو جالس لتجنب المخاطر.