ومن أحدث الدراسات حول أسباب سقوط الشعر وجد أن الطلاق والصدمات العاطفية لا يفقدان المرأة الزوج أو الحبيب فقط وإنما تاج جمالها أيضا والغريب أن الدراسة التي تؤكد هذا الأثر البالغ علي المرأة تؤكد أن الرجل لا يفقد شعرة واحدة حزنا علي الفراق.
فقد أكدت دراسة حديثة أن النساء المطلقات أو اللاتي انفصلن عن حبيبهن أو من فقدن حبيبهن بسبب مشكلة نفسية تتساقط شعورهن بكثافة.
وذكرت الدراسة أن البعد عن الحبيب كان عاملا مساعد ا علي تساقط الشعر لدي المرأة إضافة إلي العامل الوراثي والتدخين وتناول الكحوليات وأثبتت الدراسة أن الرجل والمرأة يستجيبان بشكل مختلف لتجربة الطلاق أو فقدان الحبيب وإذا كان تعرض رأس الرجل لأشعة الشمس من أهم عوامل تساقط الشعر لدي الرجال فإن البعد عن الحبيب أو الطلاق بما لهما من آثار نفسية لا يسببان تساقط شعر الرجال.
وبعيدا عن تأثير الضغوط والتوترات النفسية سواء في الحياة اليومية أو المشكلات التي تواجه الشخص والتي تنعكس علي أضعف نقطة في جهازه المناعي ونشاهدها كثيرا في الأمراض النفسجسمية وكثيرا ما شاهدنا مشكلات لسيدات مع الشعر أو البشرة لأنه عنوان حسنها أو أناقتها وتحدث كثير من الدراسات أو المختصين عن الأثر النفسي لما تعانيه المرأة أو الرجل علي زيادة الإصابة بالأمراض النفسجسمية فهناك من يتساقط شعرها ـ أو تصاب بشرتها بحبوب أو بثور أو بقع لونية وهذا فضلا عن القولون العصبي والصداع النصفي وغيرهما.. ولأن الشعر يحتل بالنسبة للمرأة مكانة بارزة في إبراز محاسنها فهو تاج جمالها الذي تحاول الحفاظ عليه بأفضل السبل, وقد يكون للمناخ أثره السلبي أيضا.
وففي دراسة أخري, استنتج علماء سويديون أن فصل الخريف يأتي ليس بالبرد والأمطار فحسب بل وله تأثير في تساقط الشعر ويعتقد العلماء أن الشعر يتساقط لدي النساء بكثافة في أشهر الخريف خصوصا أكتوبر ومن المعروف أن طول حياة الشعرة يبلغ في المتوسط 2: 6 سنوات حيث ينمو الشعر من جديد في مدة تتراوج بين شهرين, 16 شهرا ثم يتوقف لمدة ثلاثة أشهر تقريبا.
ويمر 90% من سائر الشعر بمرحلة النمو فيما يقع الجزء المتبقي من الشعر 01% في مرحلة توقف النمو المؤقت وعادة يلاحظ نشاط في نمو الشعر في أشهر الصيف, فإن ذلك يحمي جلد الرأس من الأشعة فوق البنفسجية وفي الخريف تدخل اغلبية الشعر مرحلة توقف النمو مؤقتا ويبلغ تساقط الشعر لدي النساء أوجه في أكتوبر.
ومع ذلك يشير الخبراء إلي أن حلول الخريف ليس بالطبع السبب الوحيد لتساقط الشعر حيث إن هناك عوامل أخري تزيد الوضع سوءا وليس سرا علي أحد أن تساقط الشعر كثيرا ما يدل علي حدوث اضطرابات ما في الجسم, كما أن تناول مستحضرات طبية معينة قد يتسبب في تساقط الشعر.
ويقول د. محسن سليمان أستاذ الأمراض الجلدية في أية كلية طب؟ ورئيس الجمعية المصرية للأمراض الجلدية: لقد أكدت عديد من الدراسات وذلك منذ عشرين عاما مضت وحتي الآن أن هناك علاقة وثيقة بين الجهاز التنفسي والأعصاب والجهاز المناعي للجسم. حيث تتأثر مناعة الجسم بأي عامل نفسي سواء سلبي أو إيجابي فحتي مرض السرطان ارتبط في بعض الأوقات بالإصابة به أو في تزايد احتمالات الشفاء أو تأخر الأعراض الجانبية بالحالة النفسية, وقد خلق الله عز وجل الجهاز المناعي والصحة العامة لكي نسير بأسلوب معين منظم وعندما يتعرض هذا الأمر لأي خلل.. ترتبك الأمور ولا تستطيع أن تستمر علي ما هي عليه وهنا وجد أن اليبيتدات العصبية ومجموعة لاند روفان وهي كالمورفين الداخلي الذي يفرزه الجسم يقل إفرازها مما يؤثر علي دورها الذي تلعبه في ضبط الخلايا المناعية والجهاز المناعي مما يؤدي إلي ظهور أمراض مختلفة نتيجة لذلك.
ولقد انعكس الجانب النفسي علي كثير من الأمراض في تخصص الأمراض الجلدية مثل المشكلات المتعلقة بالشعر سواء للرجل أو المرأة وانتشار أمراض أو زيادة نسبة الإصابة بها مثل الثعلبة أو تساقط الشعر وعندما تتحدث مع المريض بعيدا عن أعراض عضوية أو أسباب قد يكون لها عامل نفسي كامتحان دراسي فشلت فيه أو مشكلة عاطفية كخطبة أو زواج وهكذا.
وللجلد أيضا مشكلاته فهناك أمراض مثل ‘البهاق’ واضطرابات التلوين في الجلد, وغيرهما من تأثير الجهاز العصبي بالناحية المناعية, والحالة المرضية بالتالي.
أما بالنسبة للشعر فعندما يتعرض مريض لتساقط الشعر.. فيبدأ بالبحث عن وجود فقر أو نقص في نسبة الحديد أو ‘الهيموجلوبين’ التي تسبب الأنيميا وكذلك يبحث عن نسبة مدي سلامة الهرمونات الداخلية.
وأيضا أمراض الغدة الدرقية فكل هذه أسباب تؤدي إلي سقوط الشعر وبعد تلافي أثر عامل.. وراء الآخر نبحث في الجانب النفسي خصوصا أن هناك أعراضا تزداد مع الاكتئاب أو التوتر العصبي.
فهناك أشخاص مع شدة الاضطرابات النفسية يكونون أكثر عرضة لأمراض مثل الصدفية والإصابة بـ’حب الشباب’ حتي لو كان الشخص قد اجتاز مرحلة المراهقة بفترة فيصاب في سن كبيرة بهذه الحبوب أو البثور خصوصا أن هناك نوعا من أنواع حب الشباب يؤدي إلي بقع في الوجه وكثيرا ما شاهدنا آثارا لعدم الاستقرار النفسي بين الزوجين حيث يؤدي إلي إحباط وتوتر وأحيانا يؤدي إلي بثور في الوجه ورغبة في خربشة الوجه أو إيذاء الذات بدون قصد ولا شعوريا حيث تري الزوجة في هذا الأسلوب تنفيسا عن ذاتها ودفاعا عن إحباطها.
ولأن العامل النفسي له أثره الملموس فنحن نشعر فورا بالأثر الإيجابي لتحسن الحالة النفسية للمريضة أثناء المراحل العلاجية ليس لسقوط الشعر فقط وإنما حتي في الأمراض المختلفة حتي السرطان.
وللتقليل من سقوط الشعر يمكن وضع طاقية للثلج علي فروة رأس المريض حتي تقلل من مضادات انقسام الخلايا وأحيانا يوضع رباط علي تلك المنطقة لتقليل معدلات سقوط الشعر به ونتيجة لذلك أن يجري اختبار بصيلات الشعر فهو عامل مفيد في أحيان كثيرة لدلالات ومؤشرات أخري.
أيضا أمراض الارتكاريا سواء الجلدية أو أن يستيقظ الشخص ليجد الشعر الأسود وقد تحول للأبيض وهو أمر في الأغلب يكون لأسباب نفسية (إذا لم يكن وراثيا).
وفي النهاية أؤكد لكل امرأة أن الشعر هو تاجك فعليك الحفاظ عليه بالحفاظ علي صحتك النفسية والجسدية والتقليل قدر الإمكان من تأثير عوامل التوتر التي تؤثر سلبا علي الشعر وتتسبب في تساقطه وضعفه, بل ويمكن أن تسبب في تغير درجة نعومته وتكسبه بعض الخشونة والتجعيد.
وفي النهاية ينصح الخبراء بأهمية التفرقة بين تساقط الشعر الطبيعي ومرض تساقط الشعر حيث إنه من المعروف أن التساقط بمعدل 80 : 100 شعرة يوميا فإذا زاد الأمر علي هذا الحد فهذا يعني أن التساقط غير طبيعي. وبوجه عام فهناك حالات طبيعية والتي تتأثر فيها الغدد الدهنية في فروة الرأس التي تصاب مع الوقت بالجفاف وبالتالي تسبب تساقط الشعر ولكن عندما تصاب جذور الشعر بالضعف الشديد والتلف تكون غير قادرة علي إنبات شعر جديد.
وفي روشتة سريعة لعلاج مسألة تقوية وتغذية جذور الشعر ينصح الخبراء بالحرص علي الغذاء الصحي لأنه أساس صحة الشعر والجسم بصفة عامة ويحتوي علي جميع العناصر الغذائية المهمة من بروتين وفيتامين وأملاح ومعادن وغيرها خصوصا الخضروات الداكنة بكثرة وكذلك الحرص علي تدليك فروة الرأس بأحد الزيوت الطبيعية فهو أحد أفضل الطرق لعلاج الجذور والبصيلات الضعيفة وذلك بأصابع اليدين وحركات دائرية واستخدام مشط ذي أسنان واسعة لتصفيف الشعر بعد الاستحمام مع تجنب استخدام الفرشاة أو الأمشاط الضعيفة التي تؤدي إلي إضعاف الجذور وتساقط الشعر بشكل أكبر.
وينبغي التخلص من كل أشكال القلق والتوتر العصبي عن طريق الاسترخاء وممارسة الرياضة أو أداء تمارين اليوجا وأخيرا ينصح باستخدام مستحضرات ومنتجات العناية بالشعر التي تحتوي علي فيتامين ب. والبانثينول والتي تمتاز بقدرتها علي تقوية الشعر الضعيف.