عطور عديدة تطل علينا هذا الموسم حاملة معها عبقا متنوعا منسوجا من عالم الأزهار والمسك والعنبر والأخشاب الثمينة.
وبينما يظل البعض منا وفيا لعطره القديم، فإن الأغلبية تقع تحت إغراء البحث عن ذلك العطر الجديد الذي يدغدغ الحلم.
وهذا ما تدركه الشركات العالمية وتلبيه بطرح جديدها في هذه الفترة تحديدا، حيث تكون النفس منفتحة على بداية عام جديد مليء بالتفاؤل والآمال.
تركيبات كثيرة تتنافس على كسبك وجعلك أسيرة لها، بعضها إعادة تركيب لعطور أيقونة قديمة مثل «شانيل نمبر 5» و«شاليمار إينسيال» لـ«غيرلان» تم تفكيكها أو التخفيف منها وإدخال مكونات جديدة عليها لتناسب العصر ومزاجه.
فمن المتعارف عليه الآن أن العطر يساعد على تحسين المزاج وتنشيط الذاكرة كما يجدد الطاقة ويحفز الذاكرة، فضلا عن تأثيره الإيجابي على الدماغ وتقوية المناعة.
لكن ليس كل عطر له هذا المفعول، فهناك عطور قد لا تتوافق مع المزاج وبالتالي يمكن أن تعطي تأثيرا عكسيا.
ومن هنا فإن البحث عن ذلك العطر المتميز ليس بالعملية السهلة على الرغم من كم العطور المطروحة في كل موسم.
القاعدة الذهبية هي أن تختاري ما يتلاءم مع شخصيتك وميولك ومزاجك، وعدم الانجراف لشراء عطر أعجبك لأن صديقتك تستعمله، واعلمي أن لكل بشرة تركيبتها الكيميائية الخاصة التي تتفاعل مع الزيوت والمكونات بشكل مختلف.
احرصي دوما على تجربة العطر قبل شرائه، وإذا لم تكوني مضطرة فلا بأس من الانتظار فترة حتى تتعود حواسك عليه. ا
ختبريه برشه على الأماكن التي يكثر فيها النبض كالمرفقين والرسغين والمنطقة الخلفية للأذنين لأنها تنبعث منها حرارة قوية، كما يمكنك نثر بعض القطرات على شعرك لأنه يمتص الروائح بطريقة بطيئة ويحتفظ بها طويلا.
ويفضل عادة رش العطر بعد الاستحمام مباشرة، لأن الجلد يكون نظيفا والمسامات مفتوحة ومستعدة لاستقبال المواد العطرية.
أغلب العطور المطروحة حاليا تتسم بجانب فيه قوة وجرأة وجانب آخر يتسم بالهدوء والكلاسيكية، مما جعلها دافئة في هذا الموسم البارد.
شركة «دونا كاران» عادت هذا الموسم بعطر «DKNY GOLDEN DELICIOUS» الذي يحتوي على نفحة من ماء ورد البرتقال مع خلطة تضم زهور الزنبق وكازابلانكا والأوركيد والفانيليا والموغيت، بالإضافة إلى مزيج حسي من المسك وخشب الصندل وخشب الساج.
شركة «تيري موغلر» Thierry Mugler كشفت بدورها عن إصدار محدود من عطر «Alien»، يتألف من نفحات الياسمين المتألقة التي تنقلنا إلى عالم يتأرجح بين الجاذبية والروحانية ونفحات خشبية تلهب الخيال، ونفحة زائدة من العنبر الأبيض الناعم الشفاف.
أما «Azzaro» فكسرت برودة الطقس بباقة تضج بالحياة والألوان وبالنعومة والأنوثة في الوقت ذاته ضمنتها عطر «Jolie Rose» الذي يعتبر مزيجا ناعما من الأزهار والفاكهة الحمضية على قاعدة من نفحات المسك والأخشاب.
ومن المجموعات المحدودة أيضا طرح ديفيد يورمان عطرا تحيط به هالة غامضة من الشرق، حيث يمتزج فيه خشب الأغار الطبيعي، أي خشب العود، مع نفحات من الورد البلغاري والتركي، بالإضافة إلى تركيبة مميزة تجمع نبات الكزبرة المنعشة والجيرانيوم والزعفران وتوت العليق والبنفسج مع الياسمين الليلي ليضفي على العطر لمسة غنية وجريئة.
أما عطر «CK» فيمكن أن نختصره بثلاث صفات.. حساس وساحر ونابض، إذ يبدأ عطر «ck one shock» بنفحات قوية من زهرة الآلام Passion، والفاوانيا الوردية، وزهرة الخشخاش والتوت الأسود والياسمين والنرجس مع نكهة من الشيكولاته السائلة والكهرمان والفانيليا والبتشولي والمسك.
وعلى نفس الخطى سارت «D&G» التي أعلنت منذ فترة انتهاء هذا الخط العالمي في مجال الأزياء ودمجه مع العلامة الأصلية «Dolce &Gabbana» .. فعلى ما يبدو هذه الخطة لم تشمل العطور التي تكللت هذا الموسم بعطر «La temperance» المصنوع من العنبر والمسك اللطيف الذي يعبر عن المرأة المتناغمة المتوازنة والعفوية.
وطرحت «بنانا ريبابلك» عطرها الجديد «وايلدبلوم» Wildbloom الذي يحتفي بالبهجة والتفاؤل والعفوية، وتم تطويره على يد صانع العطور الفرنسي الشهير جان كلود دولفيل من شركة «دروم»، والذي استخدم عطر «الشيبريه» المستخلص من زهور الفاكهة بالإضافة إلى مزيج من زهرة الكاميليا البرية مع شذا الأخشاب والمسك والجلد المخملي الوردي.
بالإضافة إلى ذلك طرحت ككل عام «Chanel N.5» بتركيبة جديدة ومميزة تعبر عن أناقة وسحر المرأة الفرنسية.
تتضمن تركيبتها المنعشة والجريئة في آن نفحات من الياسمين وزهرة البرتقال التونسية، ويلانغ يلانغ من جزر القمر وخشب الصندل والفانيليا وغيرها.
إذا كانت العين تأكل قبل المعدة، فإن العين تتنفس العطر قبل أن تفتح القارورة.
وعلى هذا الأساس يولي صناع العطور أهمية خاصة لشكل الزجاجة، فيستعينون بطاقات أبرز المصممين لابتكار تصميم مميز لزجاجة عطر تصبح واجهة الدار من جهة، ووسيلة لجذب أكبر عدد من المعجبين بالعطر من جهة ثانية.
ويتم استخدام أفضل المواد لهذا الغرض، فديفيد يورمان، مثلا، وفي إصداره المحدود، ابتكر زجاجة كريستالية مذهلة باللون الأحمر الفارسي، يتوجها غطاء منحوت ذهبي مستوحى من تصاميم مجوهرات «Cable» المميزة لعلامته.
وتتألق قارورة «وايلدبلوم» كتحفة فنية رائعة حيث تتصدر واجهة القارورة صورة زهرة مصنوعة من الجلد تضفي فيضا من الأنوثة والرقة في انسجام مع طبيعة المرأة التي تضعه.