مرة أخرى يعود الذهب إلى الواجهة، لكن الضجة المثارة حوله لا علاقة لها بسعره المتقلب أو بالمجوهرات أو ساعات بل بكريم ترطيب يقال إنه مصنوع من خلاصاته ويساوي ثقله بالذهب.
يعرف هذا الكريم باسم «هايدرايشن غولد» Hydration Gold ويقدر سعر قارورة بحجم 15 مل بـ39 جنيه استرليني. لكن المشكلة لا تكمن في سعره، بل في نفاده من محلات «بوتس» البريطانية، وفي الساعات الأولى من صدوره. وتقول الشركة إن لائحة انتظار طويلة تتعدى الـ5000 من المتلهفات للحصول عليه ومن تم على ما يعد به من بشرة نضرة وشابة.
سحر هذا المستحضر، كما يقول خبراء التجميل وصناعه، يعود بالدرجة الأولى إلى خلاصات الذهب، التي تشمل 23 قيراطا من الذهب الخالص، ومن شأنها أن تؤخر زحف السنين وأن تمنح البشرة تألقا وإشراقا من اللحظة التي يتم توزيعه فيها على الوجه، بالإضافة إلى احتوائه على مادة حمض الهيالورونيك، التي تتوفر في الجسم بشكل طبيعي وتساعد على ترطيبه مما يجعله نديا وحيويا، من دون أن ننسى أن جزيئات الذهب تساعد أيضا على تحفيز وتنشيط الكولاجين، وهو من المواد المهمة جدا لحفاظ البشرة ومرونتها وتماسكها. ولأن نسبة الكولاجين تقل بالتدريج عبر السنين، فإن أي شيء من شأنه أن يحفز إنتاجه مطلوب في عالم التجميل والجمال.
ورغم أن فوائد الذهب على البشرة ليس بالأمر الجديد، بحكم أن العلماء تغنوا سابقا بقدرته على التخفيف من حب الشباب والدوائر الداكنة تحت العينين وغيرها من الشوائب، كما أن الأسطورة تقول إن كليوباترا كانت تستعمل قناعا من الذهب على وجهها ليلا، إلا أن الجديد أن هذا المستحضر مطروح بسعر معقول إلى حد ما. أي إنه في متناول الأغلبية إن لم نقل الجميع، مقارنة بغيره. فإلى عهد قريب كانت الكثير من المستحضرات التي تدخل فيها الخلاصات النادرة والغريبة تخاطب شرائح معينة مثل منتجات «لابريري» التي يدخل في بعضها الماس واللؤلؤ أو الكافيار أو «كريم دو لامير» وهلم جرا. الآن نجحت محلات «بوتس» في دمقرطة الجمال وجعلته للجميع، على شرط أن لا يطول الانتظار.
تجدر الإشارة إلى العلماء حاولوا طويلا تطويع الذهب وجعله مادة قابلة للتغلغل داخل الجلد لكن الأمر لم يكن سهلا إلى حد الآن.