ليس هناك شخص لم يشك من «كابوس» مزعج داعبه أثناء نومه. إنها حالة سيكولوجية طبيعية لا تدعو إلى القلق يتعرض لها حوالي 50% من الكبار، ولا سيما السيدات حيث يحلمن بكوابيس مزعجة أكثر من الرجال. لكن «الكوابيس» ينظر إليها على أنها انفعالات فطرية طبيعية كحلم يحدث خلال النوم، وربما يصاحبه شعور مزعج بالخوف والقلق. وعادة ما يحدث الحلم في آخر أوقات النوم، وغالباً ما تدفع النائم إلى الاستيقاظ ، أو في ساعات الصباح الأولى مع تقدم ساعات الليل حيث أن فترات النوم العميق تزداد مع تقدم ساعات الليل، وبالتالي تزداد فرص أن تراود الشخص النائم أحلام مخيفة أو كوابيس مفزعه. وفي أحيان كثيرة نجده غير قادر على استرجاع أو تذكر تفاصيل الأحداث التي دارت في حلمه. لكن «الكوابيس» تنتشر بين الأطفال بصورة أكبر ويقل حدوثها كلما يكبر الطفل ويقرب من مرحلة البلوغ.
ليس هناك أسباب محددة لحدوث «الكوابيس»، وما قيل عنها إنما تأتي في إطار دراسات بحثية، أو احتمالات لا تتطلب أي علاج، فقد يكون تناول الطعام مباشرة قبل الخلود للنوم من أحد أسباب الحلم بالكوابيس.
أخصائي الطب النفسي الدكتور محمد صلاح، يرى أن أسباب «الكوابيس»، ترجع إلى تفاعل لا شعوري مع حالة القلق، أو التعرض للضغوط وهي من أكثر الأسباب شيوعاً للحلم بالكوابيس، أو عند فقدان أحد الأشخاص فجأة، أو عند وجود آثار جانبية لأحد العقاقير، أو نتيجة الأعراض الانسحابية عند التوقف عن تعاطي عقار معين كأقراص النوم، أو بسبب
تأثير الكحول أو الإفراط المتزايد في شرب الكحوليات، كما أنها تحدث بسبب اضطرابات التنفس أثناء النوم، أو لاضطرابات النوم الطارئة لسبب ما، كما أن الحرمان من النوم لفتره طويله يؤدي إلى الكوابيس».
يكمل الدكتور صلاح:» على الشخص أن يحدد: هل تحدث الكوابيس بشكل متكرر؟ ومتى يكثر حدوثها؟ وهل تحدث في النصف الثاني من الليل؟ وهل يحدث استيقاظ مفاجئ من النوم تصاحبه شكوى؟ وهل تسبب الكوابيس خوفا أوقلقا؟ ومدى تذكر أحداث الكوابيس في صورة مفزعة بعد الاستيقاظ؟ وهل يوجد مرض نفسي أو عضوي يعاني منه الشخص؟ وهل توجد حمى(حرارة)؟ وهل تعرض الشخص لموقف مليء بالضغوط النفسية حديثاً؟ وهل يشرب الشخص الكحوليات؟ وما هي الكمية؟ وما هي الأدوية التي يأخذها إن وجد؟ وهل تستخدم أنواع العلاج الطبيعي أو الطب البديل؟ وما هي الأعراض الأخرى التي تظهر على الشخص؟
يضيف الدكتور صلاح:«أحداث وشخصيات وتفاصيل تلك الأحلام تختلف من شخص لآخر، فبعض الأشخاص على سبيل المثال قد يحلم انه قد سقط من مكان مرتفع أو أنه لايستطيع الجري بسرعه كافية من خطر ما. كما انه يوجد اختلاف بين الكوابيس وما يطبق عليه الرعب الليلي حيث يحدث الرعب الليلي في ساعات النوم الأولى كما أن الشخص يشعر بشعور بالخوف والفزع دون وجود أحلام كما أن الشخص لا يستطيع أن يتذكر لماذا يشعر بهذا الشعور ومن مما يخاف، كما أن الكوابيس والرعب الليلي يشتركا بأن المريض يشعر بالرعب ويستيقظ من النوم مرعوبا، فالأشخاص المصابين بالاكتئاب والتوتر وقلق ـ ما بعض الصدمة- أكثر عرضه للكوابيس المفزعة المتكررة.
يكمل الدكتور صلاح:» إذا كان الشخص يعاني من ضغوط حادة، ينبغي طلب المساعدة من أصدقائه وأقاربه. وعليه التحدث عما يدور بداخله، لأن التحدث بصوت عالٍ يخفف من حدة التوتر وهو بمثابة علاج نفسي، كما أن ممارسة النشاط الرياضي مهم لإخراج الطاقة والانفعالات، وتساعد على النوم بشكل أسرع، كما أن ممارسة الأساليب التي تساعد على إرخاء العضلات تقلل التوتر، وبدوره سيقلل من القلق، كما أن الاعتياد على نظام النوم الصحي وعدم استخدام أي مهدئات أو مواد منبهة، يقلل من حدوث مثل هذه «الكوابيس».