يصف دكتور عمرو أبو خليل، أخصائي نفسي، مشكلة الخرس الزوجي، كما يطلق عليها، بالكارثة الاجتماعية التي تختبئ خلف الأبواب المغلقة، وتؤدي في كثير من الأحيان للانفصال العاطفي الذي يعتبره أكثر قسوة من الطلاق, والذي يأتي نتيجة حالة الاطمئنان لدي الزوجين لوجود شريك حياته فلا يحاول إثارة إعجابه أو التفاعل معه..
ويؤكد أن هذه المشكلة نعاني منها في البلاد العربية بشكل كبير وتقع مسئوليتها علي الطرفين، وذلك لغياب ثقافة المرح والمتعة مقارنة بالدول الغربية التي تعتبر هذه الأشياء جزءا من ثقافتهم, بالإضافة إلي ضغوط الحياة التي نعاني منها في مجتمعاتنا بشكل أكبر.
ويقدم أبو خليل للزوجة عدة نصائح للتخلص من الملل الزوجي, خاصة بعد مرور خمس سنوات على الزواج حيث تبدأ مرحلة الفتور:
– حاولي دائما إثارة إعجاب الزوج لحمايته من المثيرات الخارجية المتمثلة في العديد من القنوات الشرعية كزميلات العمل والأصدقاء, والأخرى غير الشرعية كالإنترنت والفضائيات.
– كوني معه زوجة مطيعة وتقربي إليه بالكلمات الجميلة، فالرجال بشر و ليس من المعقول أن يسمع رجل من زوجته أبشع الكلمات في الصباح، ثم يأتي المساء لتطلب منه أن يسمعها كلمات الحب.
– إن كان زوجكِ يقضي وقتاً طويلاً خارج البيت ـ في غير العمل ـ خططي لاستعادته إليكِ بالطرق التي ترينها مناسبة ليشعر من خلالها بالمفاجأة السعيدة والتي ستجعله يتشجع مستقبلاً للعودة إلى البيت فور انتهاء دوام العمل، أما إن كان طبيعة عمله شاقة وتتطلب منه وقتاً طويلاً خارج البيت، فواظبي على الاتصال به يومياً لتخبريه بمكانته في قلبكِ واشتياقكِ الدائم له، ولا مانع أن تبعثي عبر أحد محال الزهور بباقة ورد جميلة يستقبلها فور وصوله إلى المكتب في الصباح، فهذا كله من شأنه أن يجعلكِ بباله في كل لحظة .
– جددي في الحياة من وقت لآخر سواء عن طريق الخروج وحدكما دون اصطحاب الأبناء, أو إعطائه هدية, أو التغيير في أوضاع العلاقة الخاصة حتي لا تتحول لعبء عليكما معا.
– المبادرة بالحوار مع الزوج وإيجاد مادة للحديث معه بعيدا عن مشاكل البيت والأولاد, مما يساعدكما علي تجاوز أي هوة بينكما قبل اتساعها .
– احرصي على أن يكون بينكما تفاهم مشترك بأن تصرحي له بما تحبين وما تكرهين، وأن تشجعيه بدوره على التصريح لك بما يحب ويكره في طباعك, والاتفاق علي أن يحرص كل منكما علي تلبية احتياجات الطرف الآخر النفسية والجسدية كالتقدير والاحترام والتقبل, ثم ترجمة ذلك إلي سلوكيات وأفعال.
– احذري كلام الأهل ونصائحهم التى تدعو لعدم مواجهة المشكلة والاستسلام للواقع فذلك يؤدي الي حياة زوجية تعيسة.
– الجأي لخبير عند الإحساس بالعجز عن حل المشكلة، فحياتنا الزوجية تستحق العناء لإنجاحها والحفاظ على البيت، والهدوء الأسرى لا يقل أهمية عن علاج أي عضو يؤلمنا .
نصائح على الطريقة الفرعونية
وفي المقابل لم تجد الدكتورة مني البصيلي، أخصائية نفسية، أفضل من نصحية “بتاح حتب” أحد حكماء الدولة المصرية القديمة تقدمها للأزواج للحفاظ علي الحياة الأسرية المستقرة والسعيدة, قائلة: «إذا كنت حكيما اعتنِ ببيتك، أَحِب زوجتك حبا نقيا، املأ بطنها بالطعام، وغط ظهرها «بالكساء» تلك هى وجوه العناية اللازمة لجسدها».
لاطفها وحقق رغباتها أثناء حياتك.. إنه صنيع حسن يشرف صاحبه، لا تكن فظًا، فالرقة سوف تؤثر عليها أفضل مما تفعل الشدة، ذلك هو ما تتطلع إليه وما تأمل فيه، فهذه الأمور هي التى تصنع الاستقرار فى البيت، وإذا أنت صددت عنها فتلك إساءة، فافتح ذراعيك وأظهر لها حبك.
وللوقاية من الملل الزوجي تنصح البصيلي الشباب المقبلين علي الزواج بعدة نصائح عند اختيار شريك الحياة ومنها:
– تجنب غياب العاطفة عند اختيار الطرف الآخر وكأنهما مقبلان علي صفقة تجارية, فلابد من توافر قدر من الحب بين الطرفين قبل الشروع في الزواج, ولابد من توازن جناحي العقل والعاطفة عند الاختيار.
– مراعاة التوافق الاجتماعي والاقتصادي والذي بدونه تظهر عقد نقص لدي الطرف الأقل ويجعله يبتعد عن الطرف الآخر.
– البخل في العواطف تظهر مؤشراته في فترة الخطوبة في صورة عدم الاهتمام بالآخر، وعدم تبادل الهدايا ..فاحذريها ولا تتوقعي تغييره بعد الزواج.
وأخيرا تؤكد أن الملل الزوجي مشكلة خطيرة يجب التنبه إليها مبكرا واحتواؤها, لأنها السبب الرئيسى الذي يؤدي إلي الخيانة الزوجية, وتؤثر علي الأطفال بالسلب لأن الفتور يشعر الأطفال بعدم الاطمئنان بأن الحياة الأسرية ستستمر ويفقدهم النموذج السوي الذي يتخذونه قدوة في حياتهم في المستقبل.