وأكثر مقاومة للاكتئاب مع بداية عام جديد فالكراكيب هي أشياء لا قيمة لها في منازلنا , وما هي إلا حشوا لا فائدة منه يؤذي العين, ويقلق البال, ويدفع بنا إلي دوامات الاكتئاب والتشاؤم .
بالرغم من عدم رغبة الناس في التخلص من الأشياء الزائدة عن حاجاتهم فإن إصرار علماء النفس والاجتماع علي ضرورة التخلص المستمر من الكراكيب لا يضعف, بل إنهم يؤكدون أن انتشار الكراكيب وكثرة تكدسها يعد أحد أهم الأسباب الرئيسية لعدم تدفق الطاقة الإيجابية في المكان, كما أن التخلص منها يحقق مساحات رحبة تسمح بتدفق الطاقة بقوة سواء في مكان عملك أو في منزلك, وهو ما استدعي إحدي الباحثات في هذا المجال وهي الكاتبة الأمريكية كارين ستون إلي إصدار كتاب يحمل عنوان عبودية الكراكيب.. أوضحتمن خلاله أن الكثير من الكراكيب التي يحلو لنا الاحتفاظ بها لأسباب مختلفة هي مصدر إعاقة أكثر منها مصدرا للمساعدة.
فالطاقة السلبية تتراكم حيث تتراكم الكراكيب التي يعد التخلص منها وسيلة فعالة جدا لحدوث تغيير في عالمك الداخلي, بل إن مجرد القيام بتصنيف الأشياء التي تنتمي إليك والتي يمكنك الاستغناء عنها متعة لا مثيل لها في حد ذاته, لذلك فإن نصف الدنيا.. تدعوك لخوض التجربة وإقامة حملة تطهيرية منزلية.. للتخلص من كل ما هو غير مستخدم بمنزلك, وذلك بتقديم نصيحة تساعدك علي تحقيق ذلك. وسوف تفاجئين بأنك لم تكوني تتوقعين امتلاكك لكل هذه الأشياء التي تتكدس في كل مكان من حولك سواء داخل الأدراج أو تحت الأسرة وفوق الدواليب أو حتي وراء جدران شرفة منزلك, هذا بالإضافة إلي شعورك بسعادة وطاقة غير عادية لمجرد إحساسك باتساع المكان من حولك.
1ـ بداية لا يجب أن ترهقي نفسك بمحاولة التخلص من الفوضي في يوم واحد, بل يمكنك تخصيص مساحة محددة من الوقت كل يوم لفرز محتوياتها بإتقان.
2ـ ابدئي بما هو داخل الأدراج والدواليب وقومي بتصنيف ما هو ضروري للإبقاء عليه بفصل الأوراق المهمة عن الأدوات المكتبية عن المفاتيح …الخ .. مع تخصيص مظروف أو حافظة لكل شيء بصورة مستقلة حتي يساعدك ذلك علي إيجاد أي شيء تبحثين عنه بسهولة ودون عناء أو اضطرار لبعثرة أشياء كثيرة من أجل إيجاد شيء واحد صغير.
3ـ عند شرائك شيئا جديدا لابد من التخلص من شيء آخر قديم في المقابل .. فعلي سبيل المثال عند شرائك لثوب جديد .. ابحثي عن آخر قديم لا تحتاجين إليه وقومي بالتخلص منه.
4ـ ازدحام المكان بالأثاث يفسد جماله, لذلك يمكنك الإبقاء علي الأثاث المفيد فقط والتخلص من أي قطعة أثاث غير مستخدمة فورا.
5ـ من منا لا ينبهر بالكماليات التي قد ننخدع بأنها مفيدة ونحن في الحقيقة في غني عنها, لذلك يجب اقتناء الكماليات بعد تفكير ودراسة لعدم تسببها في ازدحام المكان دون فائدة سواء كان ذلك بالنسبة للأجهزة أو أدوات المطبخ أو مستلزمات الديكور. فالمرايا مثلا تساعد علي إيجاد حيوية كبيرة وتضفي لمسة جمالية علي المكان بشرط عدم كثرتها.
6ـ ليس معني شعورك بالملل من أثاث منزلك التخلص منه دون تفكير أو دراسة .. فنحن نشجعك علي التخلص من الأثاث الإضافي غير المستفاد منه فقط .. أما أثاثك الأساسي فيمكنك إجراء بعض التغييرات عليه أو إضافة لمسات جديدة تظهره بشكل مختلف وجذاب كتغيير لونه أو شراء مقابض جديدة له.
7ـ تعاني كثير من البيوت من مشكلة تراكم وتخزين ألعاب الأطفال.. ويعد الحل الأمثل لهذه المشكلة هو تخصيص إحدي الخزائن لها أو حتي شراء سلة بلاستيكية كبيرة لاحتوائها وحفظها من الضياع بدلا من بعثرتها هنا وهناك مع التركيز علي جانب تعويد الطفل علي وضع ألعابه في مكان مخصص لذلك حتي يتعود علي النظام ومراعاة اختيار الخزائن بألوان مبهجة تدخل السرور إلي نفسية الطفل وتشجعه علي حب النظام.
8 ـ يجب التخلص من كل الملابس التي لم يعد أحد بأسرتك يستخدمها.. فالاحتفاظ بها لا يسبب سوي الشعور بالازدحام داخل الخزائن والدواليب, في حين أن آخرين قد يستفيدون منها بصورة أفضل.
9ـ هناك نظرية تقول : إن أي شيء تمتلكينه مضت خمس سنوات دون محاولة استخدامه, فإن ذلك يعني عدم حاجتك إلي ذلك الشيء وضرورة التخلص منه.
10ـ بالرغم من التقدم التكنولوجي وانتشار الكاميرات الدجيتال وكاميرات المحمول خصوصا تخزين الصور علي أجهزة الكمبيوتر .. إلا أن منازلنا لا تخلو من الصور العائلية الورقية خاصة القديمة منها والتي تعد كنزا من الذكريات يجب الحفاظ عليه, لذلك يجب جمعها في ألبوم واحد كبير بدلا من تناثرها في الأدراج أو تصنيفها, بحيث يكون لكل فرد من العائلة ألبوم خاص به.
11ـ عند شرائك لأي شيء جديد اسألي نفسك أولا أين ستقومين بوضعه .. ففي أحيان كثيرة نقوم بشراء أشياء إضافية لا مكان لها في منازلنا.
12ـ وني حذرة دائما من خدعة الخصومات والأوكازيونات التي قد تستدرجك لشراء أشياء أنت في غني عنها وتقومين بشرائها فقط بسبب ثمنها الزهيد.
13ـ يجب التخلص من الأشياء غير الضرورية في المنزل أولا بأول وعدم تأجيلها لتتراكم فوق بعضها البعض.
14ـ يجب اللجوء إلي الأفكار المبدعة في التخزين للقضاء علي الفوضي في البيت, فبإمكانك استخدام المساحات الفارغة في الغرف لوضع الرفوف لتخزين الكتب وأدوات المطبخ والأحذية وألعاب الأطفال.
15ـ بالنسبة للكتب يمكنك الاحتفاظ بها فوق أرفف تقام بأناقة علي الجدران غير المستخدمة مع إحاطتها بأنتيكات وتماثيل تضفي عليها أناقة وجمالا .. فمن المعروف أن التغيير البسيط من شأنه أن يحدث فروقا كبيرة.
16ـ من المعروف أن انتشار الورق بالمنزل كفيل بإحداث شعور بالفوضي وعدم الراحة, لذلك فإن فرز هذه الأوراق بصفة دورية يعد من أهم أساليب التخلص من الإحساس بفوضي الكراكيب, كما يمكنك تخصيص عشر دقائق فقط من أجل جمع قصاصات الورق الصغيرة التي تحمل أرقاما لتليفونات المعارف والأصدقاء وتدوينها في دفتر الدليل الشخصي المخصص لذلك.
أما بالنسبة لبقية الأوراق يمكنك تصنيفها وتقسيمها في حافظات بلاستيكية مدون عليها محتوي كل حافظة .. فإن هذه الخطوة في حد ذاتها تعد خطوة رائعة في طريق تحقيق التخلص من الشعور بالفوضي وازدحام الكراكيب.
17ـ من أساليب التخزين المبتكر أصبحت هناك أفكار حديثة تستعين بفكرة أريكات الجدات التي تتمثل في صورة صندوق فارغ يمكنك استخدامه في تخزين الكثير من الأشياء, علي أن يكون مغطي من أعلي ويحمل فوقه مرتبة مصنوعة من الإسفنج أو القطن حسب الرغبة مغطاة بنوع من القماش الأنيق حتي تبدو كمقعد أو أريكة تستخدم للجلوس فوقها وفي ذات الوقت حفظ احتياجات المنزل.
18ـ الخطأ الكبير الذي يقع فيه الكثير من النساء عند الذهاب لشراء أشياء جديدة للبيت مثل الأثاث والأدوات الكهربائية والمنزلية .. هو شراء الأشياء الغالية والكبيرة الحجم, لكن تذكري أن الراحة هي أهم البنود التي يجب أن تكون علي قائمة أولوياتك عند شراء أشياء جديدة للبيت, لذلك ضعي في اعتبارك المساحة المخصصة لوضع الشيء الجديد وما يتطلبه من وقت وجهد في تنظيفه في المستقبل.
19ـ للاكسسوارات دور مهم في الإحساس بتكدس الأدراج بغرفتك, لذلك يمكنك تصنيفها بوضع الأقراط داخل حافظة منفصلة عن حافظة الأساور أو حافظة أنواع الحلي الأخري, حيث إن الاحتفاظ بالأشياء بصورة منفصلة دون بعثرة يشعرك بالنظام والراحة.
20ـ خصصي مكانا محددا دون غيره للاحتفاظ بالأشياء التي ترين أنك قد تحتاجين إليها يوما ما مع مراعاة أنه من غير المسموح اللجوء إلي مكان آخر إضافي غيره, وهو ما يجبرك علي التخلص من شيء من أجل الاحتفاظ بشيء آخر حسب أولوياتك.
وأخيرا فإننا في مجتمعاتنا الشرقية لابد من التخلص بشكل نهائي من ثقافة الاحتفاظ بالكراكيب التي تعد تراثا توارثناها جيلا بعد جيل بالرغم من عدم منفعتها, بل وتسببها في إصابتنا بعدم الراحة والاكتئاب.