الرسم بالدانتيل فن لا يتقنه سوي المبدعين فذلك النسيج الساحر الذي تتعانق خيوطه في رقصة حالمة تورق زهورا وعوالم خيالية من النور والظلال بدأ رحلته منذ القرن السادس عشر في مدينة البندقية حيث كان يغزل يدويا وتوشي به
أغطية الطاولات والشراشف وحواف مناديل اليد ثم دخل إلي أزياء الرجال وبعد ذلك النساء في البلوزات والفساتين وارتبط الدانتيل بالمرأة فأصبح أحد مظاهر الأنوثة وعلي مر العصور حدث تطور في صناعته واستخداماته فأصبح أحد عناصر الخياطة الرفيعة في القرن العشرين وكذلك القرن الواحد والعشرين وفي شتاء 2012 يعيد الدانتيل فرض سيطرته علي عالم الأناقة وخصوصا في فساتين السهرة ونجده في أغلب مجموعات الأزياء الأوت كوتور من ديور إلي شانيل ،
مرورا بأرماني وإيلي صعب وفلانتينو فنري فساتين من الدانتيل بالكامل مطرزة بالأحجار واللآليء ومبطنة بالساتان والحرير وممزوجة بالشيفون والتول والأورجانزا ووحده زهير مراد قدم عرضا من نوع خاص رسم فيه بدقة لوحات من الدانتيل علي أزيائه بحساسية عازف ناي فكانت ألحانا حسية من الشجن الممزوج بالعشق الأبدي لملهمته وهي المرأة فعندما تطالعنا تصميماته نسمع همسها فمن القطع الرائعة فستان كلوش من الشيفون السكري المطعم بالدانتيل الأرجواني وآخر من الدانتيل الأسود ارتدته النجمة الحسناء هيفاء وهبي في حفل رأس السنة ببيروت،
وأيضا فستان آخر من الدانتيل البنفسجي يتوسطه حزام محلي بعقدة من الساتان الوردي وبدلة من الدانتيل الأسود والساتان واللافت أن البنطلون من الدانتيل الشفاف كما صاغ زهير مراد الدانتيل في الانسامبل وقد فرغ وحدات الدانتيل ومزجها مع الشيفون والساتان في فساتين عدة بألوان عميقة كالأخضر والبنفسجي والأزرق والذهبي وطرزها بالباييت فبدت كأنها رسم والمدقق يدرك أنها قطع من الدانتيل المفرغ والموظفة بحرفية عالية علي سطح الشيفون الشفاف وما يميز الدانتيل أنه نسيج راق يمكن ارتداؤه في الصباح والمساء فيمنحك أناقة كلاسيكية ورومانسية فلا تترددي في أن ترتدي بلوزة من الدانتيل مع البدلة أو التايير أو أن تختاري فستانا للسهرة من الدانتيل .