إحساس رهيب تشعر به المرأة عندما تشك بأن زوجها يخونها, و كأن الكون يتهاوي من تحتها, زلزال بأعلي درجات رختر يهز كيانها, كل أنواع المنومات و المهدئات لا تستطيع أن تغمض عينها, صراع رهيب داخلها فهل تواجه زوجها أم تتركه يأخذ قراره.
هل هي نزوة و تستطيع بعدها أن تسامح أم هي تعرف نفسها فجرح مشاعرها مثل الزجاج لا يمكن أن يلتأم, هل تنتقم لكرامتها منه, هل يمكن أن تثق به بعد هذا اليوم أم ستعيش في شك مدي الحياة, إحساس رهيب بعدم الأمان بداخلها .
اعرف زوجات حاولن الالتفاف حول المشكلة, أو تناسيها, أن يجدن فلسفة تعمل عمل المهدئ والمنومات, أن يقلن لأنفسهن إن بعض الخيانات مثل بعض الأمراض يداويها الزمن, وأن النسيان نعمة, والغفران نعمة أكبر, وهناك زوجات يعتبرن الخيانة, أي خيانة مهما كان نوعها وفلسفتها خطا أحمر, إذا تجاوزه الرجل فيجب أن يرحل فورا من حياتهن, فلا أمان لرجل جرب الخيانة .
مها عبد الحميد تخلصت من زوجها الخائن بالطلاق, وإن كانت تعرف أن طليقها (ضحية أب عينه زايغة ), وتقول .. عانت أم طليقي من علاقات زوجها, وعندما تزوجت شعرت بأن علاقة والد ووالدة زوجي غريبة, و علمت منه أن أمه عانت من علاقات والده المتكررة وتحملت الكثير من أجل أولادها وتقريبا هي ليست لها أي علاقة به إلا من حيث الظهور الاجتماعي, وكأن جين الخيانة يورث لأنه بعد سنتين من زواجي, وجدت زوجي يعيد سيرة والده, ويدخل في علاقات مريبة,وعندما واجهته بها اعتذر و بكي وطلب أن أسامحه, وعندما تكررت هذه العلاقات مرة أخري شعرت باليأس, شعرت بأنه مريض بداء الخيانة وأنه لا أمل في الشفاء وأصررت علي الطلاق حتي لا أتحول لصورة أخري من والدته.
عفاف إبراهيم موظفة فكرت قليلا قبل أن تؤكد: لا يمكن أن أقبل الخيانة بأي حال من الأحوال, فالخيانة بالنسبة لي إحساس بعدم الأمان ولا يمكن أن أأتمن شخصا خانني مهما كانت الأسباب والأعذار, ومستعدة أن أتقبل تبعات قراري بكل شجاعة, فشخصيتي لا يمكن أن تسامح أي إنسان أأتمنه وخانني, لذلك عندما أتأكد من خيانة زوجي بالتأكيد سأطلب الطلاق وأصر عليه.
أما سماح فؤاد فلها قصة تستحق أن تروي : تزوجت بعد قصة حب بدأت منذ الصغر وأنجبت ولدا و بنتا, تحملت الظروف المادية الصعبة لزوجي, و كنت الزوجة المدبرة المتفانية في خدمة زوجها و أولادها, و لاحظت أن زوجي يجلس كثيرا علي الإنترنت, وقلت يمكن بيتسلي و لم أعر ما لاحظته اهتماما, و في مرة ذهبت لزيارة صديق له, و طلبت مني زوجته أن تتكلم معي فدخلنا غرفة وأغلقت الباب, وقالت لي إنها سمعت مكالمة بين زوجي و زوجها يحكي له أنه تعرف علي فتاة عن طريق الإنترنت, و تطورت العلاقة إلي مقابلات وإلي ابعد من ذلك, وقع كلامها علي مثل الصاعقة, فواجهته بما علمت فلم ينكر و أبدي ندمه وأعلن أنه سيتركها, ولا أعلم هل تركها أم مستمر معها أو غيرها الآن, ولكن منذ ذلك اليوم أصبح لا يعنيني ما يفعله, فقد انقلب كل الحب إلي قمة الكره, ورغم مرور أربع سنوات علي هذا الموقف لم يتغير شيء في داخلي, فكل يوم اكرهه أكثر, وبالطبع ستسألون لماذا لم أطلب الطلاق؟ والإجابة انني عانيت أنا وإخوتي بسبب انفصال أبي عن أمي, وزواجه من أخري, ولذلك قررت ألا أذيق أبنائي ما تذوقته.
سألت الدكتورة هبة قطب استشاري العلاقات الزوجية والجنسية عن مدي تقبل سيدة لخيانة زوجها, وما هي مساحة التسامح إذا كان منا من هو علي استعداد للتفاهم في خيانة! .. اعتدلت في جلستها قبل أن تقول ‘إن مسألة التقبل ما هي إلا طاقات, و ليس هناك قوالب يمكن القياس عليها, فنجد زوجة تقول المهم بيتي, وهو لم يقصر معي و مع الأولاد و نراها حتي في المستويات الاجتماعية المرتفعة تحاول أن تتجاوز المسألة, وأخري لا تتقبل الأمر, وتقول لنفسها: بعد العشرة الطويلة وتحمل المر والتعب والكفاح وبعد أن ساهمت فيما وصل إليه من مستوي اجتماعي و مهني معين يخونني مع أخري.. ويكون الحل هو الطلاق .
و تشير قطب إلي أن شخصيات الزوجات يمكن تقسيمها إلي ثلاثة أنماط .. فهناك شخصية استسلامية بطبعها ليس من طبعها الاعتراض وهي تحاول التفكير باتزان من وجهة نظرها, فطلب الطلاق سيؤدي إلي تشريد الأولاد وخراب البيت و سيؤثر علي الشكل الاجتماعي عند زواج البنت و الولد فتفضل الاستمرار, ولكن المؤكد أن مكانته تهتز عندها.
و هناك شخصية أخري كرامتها وذاتها أهم شيء عندها و( بيصعب عليها نفسها) فالفارق بالنسبة لها أنه كيف يحدث ذلك معها, كيف يخونها زوجها مع امرأة أخري.. وكيف أنها هانت عليه إلي هذا الحد .. فهي ليست مثل اي امرأة يمكن أن تخان, وهذ ا النوع من الشخصية من أكثر الشخصيات مرشحة الي أن تصل إلي الاكتئاب والإقبال علي الانتحار.
أما الشخصية الثالثة فهي الشخصية سريعة الانفعال و الغضب, و أيضا سريعة الهدوء, وزوجها يعلم هذا جيدا, أنها ستثور و بعد فترة ليست طويلة ستهدأ, و في فترة غضبها تترك المنزل أو تخرجه من البيت, وبعد ذلك تهدأ وتتقبل ما حدث, ومثل هذه الشخصيات بعيدة عن المعاناة, وبالطبع فإن أقل زوجة تقبلا لنزوات زوجها هي المستقلة ماديا.
في رأي الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي أنه عندما تتأكد المرأة أن زوجها علي علاقة بأخري, يكون الإعلان عن ذلك بهدوء وعقلانية, و لابد أن تكشف الأمور علي حقيقتها, وتعلن للزوج بأنها تأكدت بأن هناك علاقة وبعدها يتم التحقيق في هذه العلاقة, وهل ستستمر أم لا؟ وتعلن غضبها و عدم رضاها عن هذه العلاقة, وتبدأ في وضع تصور للآثار السيئة لها بأنها ستؤدي إلي تصدع العلاقة الزوجية, وقد تصل إلي طريق مسدود وهو الانفصال, و عليه أن يتراجع و أن يعلن تمسكه بالطرف الآخر, وعليها حرية اتخاذ القرار بهدوء بحيث يتناسب القرار مع موقفها فهناك زوجة ترضي بهذا وأخري تقرر الانتظار لحين وصول أولادها إلي بر الأمان, و هناك أخري ترفض شكلا وموضوعا من الأول,و أخري تعطي ظهرها لزوجها و تعطيه حرية الحركة و تخرجه من حياتها تماما و كأنه لا وجود له في حياتها وتضعه علي هامش حياتها كما وضعها هو علي الهامش و تقبل وجوده في البيت لأولادها وبيتها و تعامله معاملة حسنة, ولكن بداخلها هو لا يمثل لها شيئا, فموقفها يتحدد حسب طبيعة شخصيتها و قدرتها علي الاحتمال و فلسفتها في الحياة.
- اعتراض رجالي
قال متهكما الخيانة ‘ ليس فعل مذكر سالم’.. , وكأن الخيانة فعل ذكوري محض, أوكأن خيانة المرأة لا محل لها من الإعراب, هناك رجال خائنون, ولكن هناك أيضا سيدات يمارسن الخيانة مثل شرب القهوة, وليس من الضروري أن تكون الخيانة جنسية فقط, ولكن عدم الامانة في المشاعر هي خيانة عظمي تستوجب العقاب, عندما تعيش معك سيدة تحت سقف واحد, أو تنام معك علي السرير نفسه, يلتصق بها جسدك, وتختلط بها أنفاسك, ولكن هي منفصلة تماما عن عالمك, ومشاعرها بعيدة جدا عنك, أو تعيش معك مشاعر مزيفة, هل تسمي هذا إلا خيانة..وأضاف زميل صحفي فضل عدم ذكر اسمه ما ذنبي أنا إذا تزوجتني امرأة من غير حب, أو كنت ضحية لتجربة فاشلة في حياتها مثلا, أعرف زوجات تزوجن لمداواة جراح قديمة, لم يكن زوجها إلا برشامة طعمها مر لمداواة جرحها, وياريت هذه البرشامة تعالج الماضي القديم, ولكن يظل الماضي حاضرا ومسيطرا عليها بقوة فيما أن الحاضر في خلفية الصورة, أليس هذا ظلما, أليست هذه خيانة, تعيش معك سيدة وهي غير مقتنعة بك, رغم أنها تزوجتك بملء إرادتها, بل تظل أنت الدليل الحي علي سوء بختها وقلة حظها في الحياة.
محمود الشيني صاحب محل ملابس راح في نوبة ضحك وقهقهة قبل أن يتمالك نفسه و يقول,تسمع ناس تتفلسف وتقول لك إن الست المصرية ليست خائنة بطبعها مثل الرجل, طب إذا كانت المرأة بريئة من الخيانة , امال احنا بنخون مراتتنا مع مين ؟.. بلاش دي.. طب الستات اللي بيسهروا يكلموا رجالة علي الفيس بوك, و بيحكوا عن أسرار جامدة عن أزواجهم زي أسرار أوضة النوم, دول يبقوا كائنات فضائية ‘.
سيد باشا جرسون في مطعم سمك قال لنا’ فية ستات بتحلل لنفسها الخيانة زي الراجل, وتقولك أصله بيعاملني وحش, أصله مش سائل فيه, وبيهمل في حقوقه الزوجية, يعني بتحاول تبرر انحرافها’…
الحاج سيد احمد نجار بالمناصرة قال ‘ فيه ناس بيعجبها تشوف إن الست ضحية للظروف وكأننا في فيلم هندي, طب ليه ما يبقاش الرجل برضه ضحية للظروف ؟, يعني احنا لازم نشوف ظروف الراجل, تعبان لامؤاخذه في بيته أو مهمل مثلا, واللا متجوز واحدة باسطاه ومريحاه ومش منكده عليه عيشته ‘…سعيد زغلول قدم نفسه لنا باعتباره مثقفا قديما.. رأي ‘أن المساواة تعطي الحق للمرأة أن تفعل ما يفعله الرجل, فالخيانة بالخيانة والبادئ أظلم, وأن هذا هو الحل الوحيد لنضمن الاحترام والأمانة داخل البيت’, يعني بالعربي الفصيح هو ليس لديه مانعا ولا يزعجه أن تخون الست كما يخون الرجل ليس باعتبارها نوعا ولكن باعتبارها إنسانا كما يقول.
لما عرضنا هذا الحل علي زينهم الحلاق بالسيدة زينب قال الراجل لما يخون حسابه عند ربنا ولكن الناس بتسامحه, الست لما تمشي في سكة بطالة حسابها عند ربنا ولكن الناس عمرها ماتسامحها زي الراجل, لأن الست لمواخذة سمعة, إنما الراجل ميعبوش أي حاجة .