أظهرت دراسة حديثة قام بها أساتذة العلوم النفسية في احدي الجامعات البريطانية أن اللعب مع الأطفال خلال السنة الأولي من حياتهم قد يحميهم من المشاكلات الصحية سواء النفسية أو العضوية. وأضافت الدراسة أن الآباء والأمهات الذين يتصرفون بعدوانية.
وبشكل غير مسئول مع أطفالهم الصغار يؤثر ذلك سلبا علي نموهم السليم ويعرقل عملية تطورهم بسرعة في السنة الأولي من حياتهم.
هذا ما أكده د. إيهاب عيد أستاذ الطب النفسي والسلوكي بجامعة عين شمس مشيرا إلي حب الأطفال للعب مع آباءهم أكثر من أمهاتهم, لأن اللعب مع الآباء يتميز بالحركة مما يعطي الأطفال المتعة الحقيقية بالنسبة لهم لأن غالبية الأطفال يشعرون بالمتعة في الالعاب الحركية أكثر من أي نوع أخر من الالعاب.
ويقول أنه علي الرغم من ظروف الحياة الصعبة التي نعيشها فلابد أن يعتاد الآباء علي اللعب مع أطفالهم ساعة كل يوم علي الأقل, ولكن المشكلة إننا الآن نواجه العديد من حالات تغيب الآباء عن أطفالهم مما يؤثر علي تصرفات وسلوكيات هؤلاء الأطفال بأختلاف أعمارهم, فنجد آباء متواجدين في المنزل وليس لهم علاقة بأبنائهم. وهذا النوع من الآباء يعطي فقط الشعور بالأمان فيصبح هؤلاء الأطفال أقل ذكاء وعرضة للاضطرابات النفسية, وهناك آباء تكون فترة تواجدهم مع أطفالهم قليلة ساعة أو ساعتين في اليوم ولكنهم ينشغلون في هذا الوقت القليل بأطفالهم والتعاطي معهم والحديث واللعب وهؤلاء أكثر ذكاء وأقل عرضة لاية اضطرابات نفسية.
ويحذر د. إيهاب من أن هناك آباء يعملون علي تعويض أوقات عدم تواجدهم مع أطفالهم بالأموال وشراء أغلي الاشياء لهم وهذا خطأ كبير لأن الأطفال في هذه الحالة ينظرون إلي الأب علي أنه بنك ولا يوجد بينهم وبينه لغة تفاهم مما يضر باساس العلاقة مع الأب وتقديرهم لهم واحساسهم باهميته.
هناك نوع أخر من الآباء يفرض عليه عمله طوال العام المجيء لفترة قصيرة ومع مرور السنين نجد الأطفال يشعرون بالغربة تجاه الأب وهو ما يؤدي بالابناء إلي فقد الشعور بالانتماء للأب, أو انتماء الأب لأطفاله, بالإضافة إلي ظهور الحقد بين الأطفال نتيجة لرؤيته طفل مثله لكن والده معه باستمرار يأتي به إلي المدرسة أو النادي مثلا وأحيانا تقوم الأمهات في حالة غياب الأب فترات طويلة باعطاء السلطة للطفل الأكبر علي باقي أخواته مما يجعله يقوم بدور غير دوره فيمثل ذلك ضغطا نفسيا عليه. وفي أحيان أخري يسعي الطفل للبحث عن صورة الأب في مدرسه أو أي نموذج لرجل ناضج أمامه من العائلة الأمر الذي يهدد بصورة مباشرة العلاقة الاصلية بالأب الفعلي وينعكس علي حالة الطفل النفسية والعصبية.