مع منتصف القرن الماضي نجحت شركات السجائر في الترويج لفكرة أن المرأة المدخنة أكثر جمالا وأنوثة، فضلا عن ارتباط تدخين المرأة بقوة الشخصية
مع منتصف القرن الماضي نجحت شركات السجائر في الترويج لفكرة أن المرأة المدخنة أكثر جمالا وأنوثة، فضلا عن ارتباط تدخين المرأة بقوة الشخصية
والتحرر وهو ماجعل شركات السجائر تستهدف المرأة من خلال أنواع السجائر الرفيعة و ذات النكهات ، إلا أن الدراسات أكدت أن للتدخين أضرار بالغة على صحة المرأة إلى جانب المشاكل الصحية المرتبطة بالتدخين التي يتعرض لها الرجال والتي تشمل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والرئة، وحيث أن التدخين يؤثر سلبا على نضارة البشرة بسبب انخفاض الأكسجين وأكسدة الأنسجة وهو ما يؤدي إلى تكسير الكولاچين والألياف المطاطية بالجلد والتي تؤدي إلى تقلصات عضلات الفم المصاحبة للتدخين وهو ما يتسبب في ظهور التجاعيد حول الفم بالإضافة إلى خشونة الصوت و اصفرار الأسنان ، و لايقتصر خطر التدخين على المدخنات فقط ، بل يشمل أيضا المرأة التي تتعرض إلى التدخين غيرالمباشر سواء في المنزل أو أماكن العمل وهو مايعرضها لأضرار صحية بالغة لا تقل عن التدخين المباشر ، كما أنه لايوجد مستوى آمن من التعرض لدخان التبغ (السجائر و الشيشة وغيرها).
وقد أظهرت الدراسات أن التدخين يعد أحد عوامل تعرض المرأة إلى سرطان عنق الرحم ومشكلات الخصوبة وهشاشة العظام كما أن تعرض الحامل لمواد ضارة مثل غاز أول أكسيد الكربون والنيكوتين وغيرها يرتبط مع عدد من مضاعفات خطيرة أثناء فترة الحمل ، بما في ذلك زيادة معدلات الإجهاض ويزيد من حالات انفصال المشيمة ، والنزيف أثناء الحمل وموت الجنين داخل الرحم .
ويرتبط التدخين بعدد من المخاطر الصحية للرضع خاصة مع زيادة احتمالات الولادة المبكرة وانخفاض وزن المواليد الذى قد يحدث حتى مع التعرض لمستويات منخفضة من دخان التبغ، كما أن التدخين أثناء الحمل قد يؤدي إلى الوفاة المفاجئة للأطفال حديثي الولادة ، وقد يؤدي إلى ظهور العيوب الخلقية والتشوهات عند الاطفال مثل الشفة الأرنبية وعيوب الأطراف.
كما أن انتقال منتجات التبغ في لبن الأم يعرض المولود لمخاطر هذه المواد السامة مع انخفاض مستوى بعض الفيتامينات مثل فيتامين E وفيتامين C في لبن الأم ، فضلا عن أن المرأة المدخنة أو التي تتعرض للتدخين السلبي قد ترضع طفلها مدة أقصر من غير المدخنات ، ويزيد من تعرض الطفل لأمراض الربو وحساسية الصدر و السل كما يرتبط تعرض الأطفال للتدخين السلبي بقلة الانتباه و إعاقة التطور الفكري وصعوبات التعلم، كما أشار المسح العالمي لاستهلاك التبغ بين المراهقين بين (13-15 سنة) أن 47% من الأطفال المدخنين لديهم أحد الأبوين مدخن ، وهو ما يمثل خطورة بالغة على مستقبل الأجيال القادمة تستدعي التوقف الفوري عن التعرض للتدخين بجميع صوره .