تصاب الأمهات بالدهشة عندما تستمع إلي طفلها الصغير يتحدث بألفاظ أكبر من سنه ويردد أغاني عن الحب والهيام والهجر,
وقد تفاجئ بأن ابنتها الصغيرة تتابع المسلسلات والأفلام الرومانسية أكثر ما تهتم ببرامج الأطفال, وكل أم تتمني أن يعيش ابنائها مرحلة الطفولة كما هي ولا يكبرون قبل الأوان.
يقول د. إسماعيل محمد يوسف أستاذ الأمراض النفسية بكلية طب جامعة السويس أن هذه المراهقة المبكرة صناعة المجتمعات الحديثة التي تنعكس علي الجانب التجاري حيث أصبحنا نشاهد اكسسورات ومستحضرات تجميل للصغيرات وتصميمات ملابس تعوق انطلاقها… فكل مايحيط بالأطفال اليوم يمجد مرحلة المراهقة والشباب وكل شئ موجه لهم ومن أجلهم.. فهذه الصناعة مثل كل صناعة لها ضريبتها التي تؤثر علي كل نواحي الحياة والآباء والأمهات لا يستطعيون فعل شئ إزاء ذلك ولا يستطعيون منع أطفالهم من محاكاة أقرانهم..
وعليهم أن ينظروا الي الجانب الإيجابي لهذه الحالة وهي أن الأطفال اليوم يعرفون جيدا وفي سن مبكرة ماذا يريدون.. ولكن ليس معني ذلك عدم بذل محاولات لإدخال فترات من الطفولة الي حياتهم من خلال عودة الأب والأم إلي معايشة فترات طفولتهم مع أطفالهم فيشاركون اللعب والمرح لأن هذا سيعود عليهم أيضا بالفائدة.. فالإنسان يجب أن يعيش طوال حياته في توازن بين الطفولة والنضج والكهولة بحيث يتحرك بين هذه المناطق بسهولة, ومن حق الكبار أن يعيشوا الطفولة من جديد ويتذوقون طعم الفرحة البسيطة والاندهاش الذي هو من أهم الصفات التي تميز مرحلة الطفولة.. لقد آن الأوان للجميع أن يعيشوا لحظات الاندهاش هذه من جديد لأنها قادرة علي بعث احساس بالأمل والتفاؤل والسعادة علي حياتنا.