هل صادفك وحدث أنك كنت توجهين الكلام بجدية لأحد الأشخاص‏,‏ وفي مناقشة حامية أو جادة ومباشرة‏..‏ ووجدته يدخل خلال حوارك الهادف في حالة من الضحك الهيستري لدرجة أن ينقلب علي ظهره من كثرة الضحك‏, ولم يعط كلامك الجاد أي نوع من الاهتمام.

في الواقع رد الفعل هذا لا يعني السخرية منك ولكنه كما تؤكد د. نادية أبو سكينة الأستاذ بكلية التربية جامعة طنطا: أنه إسلوب للدفاع عن النفس أو الاستخفاف بالموضوع الذي تتحدثين فيه فالضحك كما يعرفه العلماء: هو أحد أهم أساليب المواجهة التي يستعين بها الانسان في التغلب علي بعض آلامه النفسية الخاصة, كما أنها أحد الطرق التي يستعين بها الأشخاص في مواجهة المشاكل السياسية والإقتصادية

ومؤخرا تم تأسيس العديد من أندية الضحك في أماكن عدة من العالم, وظهرت كتب عديدة في السنوات الأخيرة تبعث البهجة في نفوس قارئيها مثل الضحك خير دواء والعلاج بالضحك والفكاهة من اجل الشفاء وغيرها.. وقد خصصت قنوات بكاملها للضحك يشاهدها كثير من الناس بعد العودة من اعمالهم للترويح عن أنفسهم, ولجأت شركات الطيران إلي الاستعانة ببعض المهرجين للترويح عن الركاب وإضحاكهم ومساعدتهم في التغلب عليمخاوفهم في اثناء رحلات الطيران, وقام بعض من الأطباء المتخصصين بإتباع أسلوب العلاج الجماعي للمصابين بالإنهيار العصبي وذلك بتشكيل مجموعات للضحك هدفها مساعدة هؤلاء المرضي علي تجاوز آلامهم النفسية,

وشهدت مدينة بال السويسرية مؤخرا مؤتمرا عالميا متخصصا يؤكد أهمية الفكاهة في العلاج النفسي, وذلك بعد أن أثبتت الدراسات أن الضحك ينشط خلايا شبكة خاصة في الدماغ مسئولة عن إشعار جسم الإنسان بالرضا فيما يعرف بالمكافأة فالطرفة والنكتة والفكاهة هي بمثابة مساحات للراحة النفسية, ويؤكد العديد من الأطباء والعلماء أن الضحك لايفيد في مواجهة الضغط النفسي للإنسان فقط, بل يعمل أيضا علي تنشيط الجهاز المناعي والحد من أمراض الشيخوخة, والتقليل من إحتمالات الإصابة بالأزمات القلبية وتحسين الوضع النفسي والجسمي للإنسان بشكل عام مما يجعله أكثر تفاؤلا وأكثر إقبالا علي العمل والحياة, وأخيرا تؤكد دراسة الدكتورة نادية أبو سكينة أن للفكاهة والضحك فوائدها في تربية الأطفال وتعليمهم وكذلك علاقتهما بالسلوك السياسي والتذوق الفني.