يغضب الأب, يثور وينفعل ويعلو صوته, و تغضب الأم, تثور أيضا وقد تنفجر في الأبناء ويصل الأمر الي حد الضرب,ولا أحد يعتذر عن ثورته والنتيجة أن كليهما يضرب مثالا سيئا للأبناء.
هذا ما تؤكده د.مها الكردي أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية, كلنا نخطئ بالافعال أو الكلمات ومن ينكر ذلك متكبر مغرور واذا حدث خلاف بين الزوج والزوجة فيجب أن يعتذر الطرف المخطئ للطرف الآخر باحترام, فلابد من أن يتقبل كل منهما النقد من الطرف الآخر والبعد عن التشفي والانتقام والتجريح. وأن نتعلم ثقافة الاعتذار ونتدرب عليها وندرب أولادنا عليها.
ولا تنكر د.مها أن كثيرا ما يكون الأب أو الام في حالة نفسية متعبة من جراء هموم العمل والحياة, وكثيرا ما يحدث ان يثور أحدهما ويصرخ في وجه أطفاله وأحيانا يضربهم لأسباب لا تدعو إلي ذلك.. هنا يجب بعد أن تمر الأزمة ان يعتذر الآباء أو الأمهات لأطفالهم بمنتهي الصراحة بل ويبررون ثورتهم علي أن يضم الأب أو الأم المخطئ الطفل إلي صدره وقتها سيدرك الطفل أن الاعتذار لا يقلل من قيمة أو مكانة من يعتذر وأن يخطئ الإنسان ليس عيبا ولكن العيب في التكابر علي الخطأ. وتؤكد أن اعتذار الأب أو الأم لطفلها هو أكبر درس في ثقافة الاعتذار والتواضع والتراجع عن الخطأ.