لطالما نصح الأطباءُ النساءَ اللاتي تتراوح أعمارهن بين 40 و49 سنة بالمراجعة الدورية والمنتظمة للعيادات لإجراء فحوص الماموجرام للكشف عن سرطان الثدي في حملاتهم التوعوية وفي مختلف المقالات العلمية التي ينشرونها. لكن فريق بحث علمي كندي عارض هذا التوجه ونصح بعدم استخدام الماموجرام من خلال نشر مقال علمي في العدد الأخير من مجلة “الجمعية الكندية الطبية”، ليكون بذلك ثاني فريق عمل ينادي بالتحفظ على استخدام هذه الأجهزة بعد النداء الذي تقدم به فريق خدمات وقائية أميركي سنة 2009 وأثار ضجةً ولغطاً كبيرين.
واعتبر النقاد والمراقبون التوصيات الكندية الجديدة أول تحديث من نوعه منذ سنة 2001 حول النساء المعرضات للإصابة بسرطان الثدي ممن لم يسبق لهن الإصابة به، وليس لديهن قابلية للإصابة بطفرات جينية، وممن لا يعاني أي فرد من أفراد أسرتهن، سواءً كانت الأم أو الأخت أو البنت من سرطان الثدي.
ويبدو أن فريق العمل الكندي حدا حدو فريق العمل الأميركي، إذ أوصى بتجنب الخضوع لفحوص الماموجرام الروتينية للكشف عن سرطان الثدي التي يخضع لها النساء عادةً في سن 40-49 نظراً لأن مساوئ هذه الفحوص تفوق منافعها. وأشار أعضاء فريق العمل الكندي إلى أن سرطان الثدي شائع جداً لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 40 و49 سنةً، وإن خمسة في الألف من النساء اللاتي يجرين هذه الفحوص يخضعن لعمليات جراحية غير ضرورية لاستئصال الأورام.
ويصنف الفريق الكندي الكآبة والحزن والقلق من بين العوامل التي تجعل النساء أكثر عُرضةً للإصابة بسرطان الثدي، ويقول “إن وجود فوائد لهذه الفحوص إلى جانب أضرار لا يجب أن يكون مبرراً لحث النساء البالغات ما بين 40 و49 سنةً للخضوع لهذه الفحوص”. ولكن فريق العمل الكندي أشار كذلك إلى أن هذا لا يمنع من الإقرار بأن هذه الفحوص كان لها الفضل في إنقاذ عدد من النساء من انتشار المرض وتفاقمه في أجسامهن بسبب اكتشافه مبكراً، لكنهم يدعون في الوقت نفسه جميع الأطباء إلى أن يشرحوا لكل امرأة مراجعة كافة المنافع والأضرار المصاحبة للخضوع لفحوص الماموجرام.
وينصح الأطباء الكنديون النساء اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 50 و74 سنةً إلى إجراء هذه الفحوص مرةً كل ثلاث سنوات بدلاً من مرة واحدة كل سنتين.
كما يوصون النساء اللاتي لم يسبق لهن ولا لأحد أفراد أسرهن بالإصابة بالمرض ولا تبدو عليهن أي أعراض أن يتجنبن الخضوع لفحوص التصوير بالرنين المغناطيسي إلا عند الضرورة القصوى، مع الحرص على التقليل من الفحوص الروتينية الذاتية للثدي وفحوص الثدي السريرية. فليس هناك إلى الآن أي دليل يُشير إلى كون هذه الأشياء تُساعد على تقليل نسب الأمراض والوفيات الناجمة عن الكشف المتأخر عن سرطان الثدي.
وقد يعتبر البعض الفحص الذاتي لسرطان الثدي مهماً، لكن الكثير من خبراء سرطان الثدي ناضلوا لوقت طويل لتنبيه النساء بمخاطر الفحص الذاتي، وهو نفس الأمر الذي دعا إليه فريق الخدمات الوقائية الأميركي سنة 2009.
وقد بدأت دعوات التشجيع على تجنب فحوص الماموجرام وجميع فحوص سرطان الثدي التي تنطوي على مخاطر إشعاعية وأضرار جانبية تتنامى وتتصاعد، لاسيما مع اكتشاف بدائل فحوص أخرى أكثر أماناً، مثل قياس درجة الحرارة ونشاط جريان الدم في أنسجة الثدي.