أشارت الإعلامية نشوة الرويني، الرئيس التنفيذي لشركة بيراميديا، إلى تفوق المرأة الخليجية في قطاع الأعمال والاستثمار رغم وجود بعض التحديات السياسة والثقافية التي تواجهها المرأة عموماً في منطقة الشرق الأوسط، والتي كان لها الأثر على واقع المرأة اليوم وانخفاض قدرتها على تحقيق استقلال اقتصادي يشعرهن بالقوة والقدرة للحصول على ما يردن الحصول عليه.
جاء ذلك خلال ندوة “سيدات يقتحمن مجال الأعمال الذكورية” والتي استعرضت أمس الأول نماذج لسيدات أعمال اخترقن نطاقات مهنية هيمن عليها الرجال في منطقة الشرق الأوسط، عبر تنويع مجالات الابتكار التي لا تقتصر على المنتجات فقط إنما تعداه لتطوير بيئة العمل.
واستعرضت الدكتورة جين روبرتسون في بداية النقاش حياتها العملية منذ نشأتها في بلدها الأم كوريا وقالت: واجهت تمييزاً عنصرياً كبيراً في بلدي لكوني أنثى، الأمر الذي دفعني بان أكون إمرأة ذات شأن وبدأت حياتي المهنية بالعمل كنادلة في إحدى المطاعم ومن ثم خادمة بالمنازل وعملت في أحد المصانع إلى أن صادفت إعلاناً للعمل بأمريكا وبالفعل سافرت وكنت أعمل كنادلة في نيويورك وجمعت المال للالتحاق بإحدى الكليات إلى أن انضممت للجيش الأمريكي وكانت مرحلة فاصلة في حياتي.
في حين أشارت غانيا بن داعر اليافعي، المستشار الاستراتيجي بشركة أبوظبي للعمليات البترولية، إلى أن التعليم هو الطريق الأول في نهوض المرأة وسندها الرئيسي في العمل بالمهن المبتكرة وأشارت إلى أنها كانت تحب العلوم الكيميائية وكان مجال العمل بالنفط من أكثر المجالات قرباً لها.
وقالت: كانت النظرة الذكورية لي تدور حول عدم الثقة والتقليل من شأني كوني أول مهندسة إمرأة بين مجموعة من الرجال، ولكن شغفي بالتميز والنجاح ساهم في ثبات شخصيتي واحترام الأخرين لي.
من ناحية أخرى أثنت عايدة البوسعيدي، مدير التخطيط بمصدر، إلى الجهود الحكيمة لسياسة دولة الإمارات منذ نشأتها قبل 40 عاماً تجاه عمل المرأة والتي ساهمت بشكل كبير في إشراكها في عملية التطور والتقدم بمختلف المجالات والمهن.
كما أشارت “البوسعيدي” إلى الدور الكبير للأسرة في عملية التنشئة والتربية تجاه المرأة منذ كونها طفلة، وقالت، دعم الأسرة يأتي قبل التعليم في خلق الإحساس بالمساواة في العمل بين الذكور والإناث ولم أسمع من قبل في المنزل جملة لا يمكنك فعل كذا.. لكونك فتاة، في إشارة إلى التمييز بين الجنسين في بعض الدول.
واختتمت الندوة بحديث مازلان عثمان، نائبة المدير العام بالأمم المتحدة بفيينا والتي أشارت إلى أن عمل المرأة في الهيئات والجهات الدولية، يعد حلماً لدى المرأة بشكل عام، وقالت: بداية عملي في مجال الفضاء كان مثالاً على انخراط المراة في الأعمال التي اقتصرت على الرجال لعقود طويلة وهي بالفعل بيئة قاسية تلزمك بالعمل لساعات طويلة ولا تسمح للمرأة بتكوين أسرة ورغم تفوقي في مجال الفيزياء الفلكية إلا أنني لم أجد فرصة عمل في نفس المجال بالجامعة، لذا تركت العمل الأكاديمي وبدأت العمل مع الوزير مهاتير محمد في مجلس الوزراء وبدأت في خدمة رؤيته لتطوير “ماليزيا 2020” من خلال الاستفادة بعلوم الفضاء.
وفي نهاية الندوة، وجهت نشوة الرويني الشكر إلى سمو الشيخة شمسة بنت سهيل حرم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والرئيسة الفخرية لجائزة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات، على رعايتها للمنتدى كونه خطوة هامة نحو تطوير أداء عمل المرأة.