جميع الأطفال يتعرضون باستمرار لمسببات الامراض, مثل البكتيريا والفطريات, والفيروسات والطفيليات ولكن هذا لا يعني أنهم سوف يصابون بالمرض. فاتباع نظام حياة سليم يوفر مناعة قوية للطفل لمقاومة المرض.
لكن بعض الامهات لا يكدن يكتشفن حدوث ارتفاع حتي ولو طفيف في درجة حرارة الطفل او التهاب او اي مرض او الم حتي يقدمن له المضادات الحيويه باسراف ظانين انهن بذلك يضمن له شفاء اسرع والحقيقة ان هذا الاعتقاد خاطئ وقد يقود الطفل الي المزيد من المشكلات الصحيه والاضطرابات المناعيه كما يقول د. ايهاب ابو الدهب أستاذ الكيمياء الحيوية المحاضر بجامعة المنصورة فرع دمياط فالثابت والمفروض ان يعطي المضاد الحيوي للطفل بشروط ويتم الالتزام بتحديد مواعيده والفترة الزمنية المحددة التي يجب عدم تجاوزها ويفضل ان تحتفظ الام بمدونة تكتب فيها اسماء وفترات واسباب تناول المضادات الحيوية المختلفة وملاحظاتها حول أية اثار أوأعراض جانبية لاي منها لمراجعتها مع طبيب الطفل عند الحاجة ولتجنب تكرار تعريض الطفل لدواء قد يدفعه لرفض سائر الادوية الضرورية والفعالة في فترات لاحقه من حياته.
وتظن الامهات غالبا ان الجراثيم والبكتريا هي السبب الوحيد للمرض وهذا ليس صحيحا فالحقيقة ان الطفل يمرض عندما يصاب جهازه المناعي بالضعف ونقص القدرة علي مكافحة العدوي وقد يكون المرض غير قابل للعلاج بالمضاد الحيوي اذا كانت الاصابة جرثومية فيكون استخدام المضاد الحيوي اسرافا واضعافا لجهاز الطفل المناعي بلا مبرر وقد يكون المرض مقاوما لمضاد حيوي معين تجهله الام لذا يكون الطبيب هو افضل من يحدد نوع العلاج ويقرر اهمية وجدوي تقديم المضاد الحيوي له.
وتكمن الخطورة في تكرار تناول الطفل للمضاد الحيوي بلا متابعه طبية ودون حاجة مما يؤثر علي قوة وقدرة جهازه المناعي علي المدي الطويل الأمر الذي قد يؤدي الي أمراض نقص المناعة الذاتية حيث تبدأ خلايا المناعة في الجسم في مهاجمة الأنسجة الطبيعية كما لو كانت كائنات غريبة عن الجسم مما يعرض حياة الطفل للخطر.ومن المعروف علميا ان بعض النظريات تعيد الاصابه باضطرابات المناعة الذاتية الي فرط تنشيط لوظيفة الجهاز المناعي او زياده تحفيز الجهاز المناعي من اجل تنظيم اليات الدفاع داخل الجسم مما يسبب الذئبة الحمراء, والتصلب المتعدد, والتهاب المفاصل الي غير ذلك من الامراض وقد يصاب الطفل بسرطان الخلايا الذي يحدث كثيرا في أجسامنا.لكنه لا يؤدي الي المرض صعب العلاج إلا إذا كان نظام المناعة لدي الطفل لا يعمل بشكل صحيح, اما اذا كان نظام المناعة لدينا يعمل بصورة صحيحة فسيقوم بقتل هذه الخلايا أو استيعابها من قبل نظام دفاعنا قبل أن تبدأ في النمو وتهدد صحتنا, والافضل من تقديم المضاد الحيوي بلا استشارة طبية هو اصطحاب الطفل الي الطبيب وتركيز الام بصورة اكبر علي الاهتمام بتقديم غذاء متوازن للطفل, والتركيز علي زيادة عدد ساعات نومه وتجنيبه الاجهاد وتقليل تعرضه للتوتر والاحباط والحزن فكل ذلك ينشط الجسم ويجعله اقدر علي الدفاع عن نفسه ضد المرض.
كما يجب التاكيد ان تكرار الاصابات المرضية وطول فترات تناول المضادات الحيوية العشوائية يؤدي الي ضعف نظام المناعة وزيادة حالات العدوي, و فقدان الدفاعات الداخلية للجسم.
كما يؤدي الإفراط في استخدام المضادات الحيوية في الأطفال الي تاخر التطور الطبيعي لجهاز المناعة بصورة سليمة و لتناقص البكتيريا المفيدة في الأمعاء فتختلف البيئة الطبيعية التي كونها الله لهضم البروتينات جزئيا فتسبب مشكلات في الجهازين الهضمي والمناعي للطفل وظهور بعض نوعيات الحساسية الغذائية وقد اظهرت الدرسات الغربيه الحديثة انخفاضا في اعداد الاطفال الذين يولدون ولديهم بكتريا معدية سليمة بسبب الافراط في استخدام المضدات الحيوية من قبل الامهات وذلك علي الرغم من ان استخدام الغرب للمضادات الحيوية يتراوح ما بين10 وعشرين مرة للصغار وحتي سن العشرين.
وقد اشارت الابحاث الحديثة ايضا الي احتمال وجود علاقة بين السمنة وعدد من الامراض المزمن والاكثار من تناول المضادات الحيوية خاصة عند النساء.
يبقي ان نشير الي ضروره قيام كل ام بتجنب العوامل التي تضعف جهاز المناعة وتشمل سوء التغذية, وتلوث الهواء والمياه والمواد الغذائية وأنماط الحياة غير الصحية والتعرض للبيئات غير الملائمة التي قد تحتوي علي معادن سامة اوالمواد الكيميائية اوالسموم البيولوجية( مثل عفن البقول والبصل السام) وتجنب تعريض الطفل للمواقف السلبية التي تسبب توتره وتقلل قدرات جهازه المناعي خاصة في الشتاء.