بدأت مسيرتها هاوية في قسم الهندسة عام 1985، حيث تعرفت على الحرفيين أثناء رحلة من قبل معهد الفنون الجميلة في الجامعة إلى السوق اللبناني للتعرف على صناعات الفخار والحديد وحياكة الخياطين فكانت معجبة بالفن والإبداع المتواجدين في تلك الصناعات، ومن هناك انطلقت المصممة اللبنانية نهاد مراد الشهير إلى عالم الأزياء لتعبر العباءات في مجموعتها الأخيرة عن سحر الأصالة العربية ضمن تصميمات مستوحاة من التراث .
فلم تكتف المصممة اللبنانية نهاد مراد الشهيرة باسم نانو بالمشاهدة بل راحت تحول القماش إلى تصاميم اختارتها شرقية من وحي لبنان والتراث.
وعن مجموعتها الأخيرة قالت نانو: هناك رابط بين بنية القماش وبنية الحديد ويمكننا إعادة صناعته في قالب جديد، حيث يمكن للفنان أن يرسم ويلون ويقطع في المواد الأولية وهذا ما رأيته في صناعة الأزياء والعباءات الخليجية، حتى في صناعة البرادي وبناء المنازل وصقل الحديد.
الشرق والغرب
وأكدت أن العمل في تصميم العباءات جمع في كل عباءة قصة حاكت رواية عربية بين الشرق والغرب، مضيفة أنها توصلت إلى فكرة العباءة كفولكلور عربي، حيث باتت المرأة تتحفظ عن ارتدائها لعدم تناسبها مع الموضة اليوم، لذلك عملت على تجسيد الموضة العالمية في تلك العباءة من وحي الشرق.
وأوضحت أنها عندما سافرت إلى باريس لإكمال دراستها في تصميم الأزياء، اكتشفت أننا نملك الشيء الجميل المميز لا بل ويمكننا أن ننطلق منه لأجمل الأزياء، ويتم ارتداؤها في السهرات والحفلات والمناسبات العامة والخاصة، وهي في الوقت عينه تجمع بين البسيط الجميل من وحي الشرق وبين الموضة الجديدة من خلال أحدث صيحات الموضة العالمية.
وتجمع نانو اليوم معداتها وموادها الأولية، فتصمم التراث والابداع والفن بطريقة جدية ومميزة، فإلى جانب تصميم العباءات تصمم الجاكت الشرقية«عباءات قصيرة يمكن ارتداء البنطلون بالقصة الواسعة تحتها» والفستان العربي وقميص النوم والشراشف المطرزة وكل ما يتعلق بالديكور ويعتمد في تصميمه على القماش.
حال العباءات كحال تصاميم الهوت كوتور كما تقول نانو، فالعباءة تخضع لقانون الشتاء والصيف، فللبرد أقمشة الجوخ والمخمل والفلانيل وللحر أقمشة الحرير والقطن والفوال والموسلين، لكن العباءات السوداء التي تحيكها نانو تستخدم في تصميمها أقمشة الكريب بالدرجة الأولى ثم الحرير.
الأحجار الكريمة
وتبقى لمسة الإبداع في تحويل نانو لعقود الفضة والأحجار الكريمة بطريقة فنية إلى مطرزات على القماش، وهي غالباً ما تستعمل الفضة الخالصة والمعادن المطلية بالذهب على العباءات كما تستعين بالقماش القديم كنوع من إضفاء الطابع التراثي بطريقة جديدة.
تحب نانو الألوان وهي تستعملها شتاءً صيفاً لكن ما يميزها أن تلعب لعبة تدكين الألوان أو تفتيحها وفق ما يناسب الموسم أو الموضة، وتعشق ألوان الفيروزي والتركواز والفوشيا وهي تستعملها دائماً كونها لا تزال مطلوبة في كلا الموسمين، ناهيك عن الأسود الكلاسيكي والفضي والذهبي للسهرات والمناسبات.
تصاميم عبر العالم
وتعمل نانو على تجديد تصاميمها كل شهرين لكنها تعرض مرتين كل عام، ولم تغب تصاميمها عن باريس ولندن والولايات المتحدة الأميركية، وهي عادت مؤخراً من عرض خاص أقامته في بلد للعباءات العربية والخليجية، بعد أن شاركت أواخر الشهر الماضي في مهرجان لبناني في باريس، حيث تصف الإقبال بالمدهش من قبل الأجانب على المعرض وهو الشيء المفرح بنظرها.
وتقول إن المصمم العربي بات واعياً مدركاً لإيصال حضارته بطريقة عصرية من خلال تصاميم جاكتات ومعاطف وعباءات بروح الشرق، مشيرة إلى أنها تتمنى إعادة تجربة العرض الذي قدمته مؤخراً في اسطنبول، وكذلك عرض الجالية العربية في هيوستن في ولاية تكساس الأميركية الذي وصفته بالرائع.
التراث العربي
وبينت المصممة اللبنانية نهاد مراد أن لكل تصميم من تصميماتها العربية قصة تطول تجعل من المرأة تحفة تنطق بالذوق والحس المرهف، موضحة أن دار نانو احتفلت بمرور 25 عاماً على انتمائها الى عالم الأزياء الشرقية وتقديم مجموعة واسعة من الأقمشة الحريرية والقطنية الناعمة والسلسلة التي صممت لضمان شعور المرأة العربية بالأناقة والراحة والعصرية.
وتختم نانو التي تخط بتصميماتها روايات حالمة بألوان قوس قزح ينعكس على أقمشة محبوكة بتألق من ألفها إلى يائها، موكدة أن المرأة الغربية أصبحت تشعر أنها أميرة من الشرق عندما ترتدي العباءة العربية لأن مصممي الأزياء استطاعوا توصيل صياغة العديد من الأفكار في تصميمات تناسب مختلف الأذواق.