بعض الأطفال يكونون متفوقين في الدراسة أو الأنشطة الرياضية, ولكن في يوم الامتحان أو المنافسة يتراجع مستواهم بشدة,
وقد يفشلون وسط دهشة الآباء والأمهات والمعلمين, والسبب كما يراه د. جمال شفيق أستاذ الإرشاد والعلاج النفسي بقسم الدراسات النفسية للأطفال بمعهد الدارسات العليا للطفولة جامعة عين شمس هوالأم أو الأب, فضغطهم علي الطفل رغبة منهم في تفوقه بصورة دائمة ومستمرة بل ومعاقبته في حالة الفشل يشكل عبئا نفسيا عليه, خاصة اذا استخدم العنف وبالذات من قبل الأم والتي تشكل بالنسبة للطفل مصدر الأمان والدعم النفسي, والنتيجة أنها دون أن تشعر تدعم الفشل داخله ويتحول من طفل متفوق الي طفل مهزوز فاقد الثقة في نفسه حتي وان نجح, وهذا ينطبق علي الدراسة والرياضة علي حد سواء.
ويضيف د.جمال أن هناك أشياء تفعلها الأم تجعل الطفل يفقد الثقة في نفسه تدريجيا حتي يصاب بهذه الحالة وهي عدم النجاح خوفا من الفشل, فيخسر كل شيء مع انه يعلم كل شيء أما نتيجة مقارنته بالآخرين والتي توجد عند الطفل أحساسا بالدونية أو النقد اعتقادا منها انه عامل للتحفيز فهي تؤدي الي رفض الطفل لكلام الأم.
اما الأخطر من وجهة نظر أستاذ الارشاد والعلاج النفسي هو مصارحة الطفل بعيوبه في سن صغيرة, لأنه مهما تكن النوايا حسنة والهدف هو الارتقاء بالطفل وجعله دائما في أحسن صورة وأفضل مكانة, فانه لا يستوعب كل هذه المعاني وتكون النتيجة كرهه لنفسه واحساسه بالدونية, وأحيانا الاستمرار في أخطائه ليأسه من الاصلاح, والحل هو التعامل بلين و محبة ومحاولة شرح المشكلة للطفل برفق وتوجيهه لطريقة الحل سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة وتشجيعه اذا ما أحسن التصرف والاشادة به.
ومن ناحية أخري يحذر د.جمال من التدليل الزائد للطفل أو وصفه بما ليس فيه أو تشجيعه علي عمل ما ليس في امكانه سواء دراسيا أو رياضيا لأنه في هذه الحالة عادة ما يفشل فيصاب بالإحباط وربما يفقد الثقة بنفسه اذا تكررت المحاولة ويتكرر معها الفشل.
وأخيرا يؤكد د. جمال أن مسئولية الأهل المباشرة هي تشجيع الطفل علي خوض التجارب المختلفة لاكتشاف قدراته ومواهبه, ومساندته فيما يبرع فيه دون ممارسة اية ضغوط, وهو ما يؤدي الي بناء شخصية متوازنة وسوية.