كلنا نتذكر جيدا‏-‏ في الماضي القريب‏-‏ كم عاني اولادنا وعانينا معهم من غول شلل الاطفال‏,‏ وبقدر ما سعدنا باعلان هيئة اليونيسيف العالمية خلو مصر من فيروس شلل الأطفال في فبراير‏2006 وذلك بفضل الجهود المضنية لوزارة الصحه والأطباء المصريين.

بخاصة اننا نعلم أن هذا المرض متوطن في مصر منذ ألاف السنين, بقدر ما نشعر بالقلق من عودته بهذه الكلمات بدأت د. نجلاء علي جادالله أستاذ ورئيس قسم الطب الطبيعي والروماتيزم والتأهيل بكلية الطب جامعة عين شمس حديثها فالعالم الأن أصبح كالقرية الصغيره ـ والسفر والتنقل أصبح متاحا للجميع- وشلل الأطفال مازال منتشرا في بعض بلاد إفريقيا وجنوب آسيا مثل نيجيريا والهند وباكستان وأفغانستان. كما أن التجارب الحديثة في بعض البلاد المجاورة مثل اليمن وأندونيسيا أثبتت أن شلل الأطفال ظهر مرة أخري في البلاد التي أعلنت خلوها من هذا المرض اللعين,

هذا بالاضافة الي أن فيروس شلل الأطفال ليس هو المسبب الوحيد لحالات الشلل المفاجئ في الأطفال بل يوجد أسباب أخري كثيرة وأحدها الفيروسات المعوية التي من أهمها فيروس شلل الأطفال, ويمكن عزل الفيروس والتعرف علي نوعه من عينات البراز أو مسحة من البلعوم أو أحيانا من السائل النخاعي.
وتضيف د.نجلاء أن مرض شلل الأطفال شديد العدوي, ولكل إصابة واحدة يفترض وجود من200 ـ3000 حامل للعدوي من المقربين الي الطفل المصاب يستطيع كل واحد منهم نقل العدوي الي غيره( وبدون ظهور أي أعراض مرضية علي حامل العدوي), وتنتقل العدوي من شخص الي أخر عن طريق الفم أي بتناول طعام ملوث من لعاب أو براز شخص مريض أو حامل للعدوي. ولا يوجد الي الآن علاج لشلل الأطفال ولكن الوقاية منه سهلة وذلك من خلال الالتزام بالآتي:
أولا: الاسراع والأنتظام في إعطاء التطعيم للطفل وهذا يعطي حصانة ضد المرض بنسبة95%.
ثانيا: توخي النظافة والحرص بغسيل المأكولات الطازجة مثل الخضروات و الفاكهة, وتدريب الأطفال علي غسل أيديهم جيدا قبل الأكل وبعد قضاء الحاجة, والبعد عن الأكل أو الشرب من الباعة الجائلين.
ثالثا: سرعة الذهاب الي المستشفي عند الاشتباه في اصابة الطفل بأعراض الشلل الرخو( ضعف وارتخاء حاد بعضلات الأطراف بدون فقد الاحساس بالأطراف أو تدهور بالقوي العقلية) لعمل الفحوصات والتحاليل اللازمه لتحديد نوع الفيروس المسبب للمرض وسرعة علاجه, حيث أن معظمها يمكن علاجه والشفاء التام منه بإذن الله.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *