تعد ضغوط الحياة اليومية، اهم الأسباب التي تؤثر في صحة المرء النفسية، وردود أفعاله تجاه ما يحيط به. وهناك نوعان من الضغوط التي تواجه الإنسان، منها التي تنبعث من داخله، وثانية ناتجة عن ظروف وعوامل خارجية.

ويختلف تعاطي الإنسان مع هذه الضغوط، وكذلك تختلف ردود الافعال من شخص لآخر، تبعا للحالة النفسية، ومدى قدرة الجسم على التعاطي مع المؤثرات الخارجية. ويشير خبراء إلى أن هناك سبلاً عدة تسهم في التخلص من التوتر، ومنها تمارين اليوغا، سواء التأملية او الرياضية، الى جانب التدليك او حتى الحمام الساخن.

ويؤكد مختصون في مجال اليوغا ان التأمل يعد احدى الطرق الأساسية التي تساعد على التخلص من الضغوط، إذ يفيد التأمل في تخفيف المتاعب، وتحسين التركيز، وتقليل الشرود الذهني، كما يساعد على زيادة الصفاء الذهني، ويبعد مشاعر اليأس والعزلة.

ويصفون التأمل بأنه الإدراك الذاتي، بحيث تعتبر هذه العملية كأنها عملية ادراك ورؤية لما هو داخل الإنسان، حسب ما ذكره المدرسون في مدرسة هيمالايا للتأمل ومعرفة الذات.

تنفس

أما الطريقة المثلى للتأمل فتكون من خلال التنفس العميق، إذ ان ادخال النفس الى الجسم واخراجه، من خلال تعبئة البطن كاملة بالهواء ثم تفريغها بالكامل، يزيد من الطاقة الإيجابية في الجسم، ويخرج الطاقة السلبية. وغالبا ما يكون الإنسان الذي يعاني الضغوط سريع التنفس، فلا ينتبه الى الكيفية التي يتم فيها ادخال واخراج الهواء من الجسم، اذ يكون التنفس عنده عملا تلقائيا يحرمه من التمتع بالكمية الكافية من الاوكسجين، وبالــــتالي يؤدي الى تراكم ثاني اوكسيد الكربون الســام في الجسم.

وكيفية القيام بتمرين التنفس تكون بالجلوس على كرسي، واسناد الظهر بشكل مستقيم، فيما توضع اليدان على جانبي الجسم، ويتم التنفس بشكل يسمح بامتلاء الرئة بالهواء النظيف واخراجه تباعا. اما المحاذير الخاصة بعملية التنفس، فتكون لمرضى القلب، اذ يوصي المختصون بضرورة ممارسة اليوغا لدقائق معدودة تبعا لنوع التمرين الذي يمارسه المرء.

ويعتمد التأمل على القاعدة الفيزيائية التي تقول بالضغط باتجاهين معاكسين، إذ انه لابد من ان يكون هناك توازن بين ما يدخل إلى الجسم وما يخرج منه، للحفاظ على قوته الداخلية. ويحبذ العلماء ان يتم التأمل في مكان مشرق وجميل، ذي هواء نقي، وبحرارة معتدلة، لأن التأمل عملية تستدعي استحضار صورة مشرقة الى الذهن.

أنواع

يعد التدليك من الأمور التي تساعد الانسان على التخلص من الضغوط، وتزيد من استرخائه ونظرته الإيجابية الى ما يحيط به. ويعتبر وسيلة ممتازة لتخليص الجسم من التشنجات، إذ يعمل على تنشيط الدورة الدموية، بالإضافة الى عمله على اطلاق مركبات كيميائية، ومنها السيروتينين والاندروفينات الدماغية المضادة للألم والقلق والاكتئاب.

وهناك انواع متباينة من التدليك، على المرء ان يدرك الفروق بينها، واختيار ما يناسب جسمه، فيما تبقى هناك محاذير لمن يعانون من اصابات كالدوالي او حتى كسور او آلام معينة في العظام في العنق او الظهر.

وبينما يعمل التدليك على تأمين الاسترخاء، يعد الحمام الســــاخن من الأمور المساعدة على الاســــترخاء وتأمين الراحة الداخلية والنفسية، وكذلك ترخية العضلات، شرط الا تقل مدته عن خمس دقائق، وان تكون درجة حـــرارة المياه متراوحة بــــين 37 و40 درجة مئوية.

رياضة

ممارسة نوع من أنواع الرياضة المحببة الى الشخص بشكل منتظم من الأمور التي تساعد في الحفاظ على جسم سليم لا تشوبه شوائب صحية، ومضبوط الإيقاعات. وتساعد ممارسة الرياضة بشكل منتظم أيضا على بث الطمأنينة في النفس البشرية. اما افضل الأنواع التي يمكن ان يختارها المرء فهي السباحة، كونها تساعد على استرخاء الجسم والعقل في المياه. فيما تعد الحركات السويدية من الرياضات البدنية التي تبقي الجسم محافظا على توازنه الداخلي وطاردًا للسموم.

والى جانب هذه الأنواع من الرياضة، تعد اليوغا الرياضية، احد انواع الرياضات المفيدة في هذا المجال، لأنها ذات تأثير إيجابي على الجسم والعقل في آن واحد. وهناك انواع من اليوغا الحركية، وأشهرها اليوغا التي تعني التوازن، وتجمع بين «أسانا» وهي الحركات والأوضاع الجسمية، و«برانياما» وهي أساليب التنفس. أما «أشانتاغا» يوغا فهي من الأنواع السريعة التي تحتاج الى قوة بدنية، وتقترب من تمارين الرياضة الايقاعية التي تصاحبها الموسيقى عادة، وتناسب الأشخاص الذين يتمتعون باللياقة البدنية والذين يريدون صقل عضلاتهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم. فيما «إينجر» يوغا اقل سرعة، وتركز على التناغم الحركي للجسم وتنفيذ الحركات بدقة. وتعمل «اينجر» يوغا على تحسين اسلوب التنفس، وقوة الاحتمال، وزيادة طاقة الرئتين، وتقوية القلب.

اما تمارين الاسترخاء فتعد الطريقة الحديثة التي تساعد على التخفيف من الضغوط، وتعتمد على المهارات الشخصية التي يطبقها المرء بنفسه والتي لا تحتاج الى حركات رياضية. ومن الامور التي ترتبط بالاسترخاء او تضمنه في المنزل العلاقات العائلية المتـــماسكة التي تؤمّن للمرء ما يحتاج إليه من حب وحنان من قبل الآخرين، إذ أثبتت دراسات اهمية العناق ولمسات الحنان في التخفيف من حدة التوترات الخارجية التي يتعرض لها المرء.

إشارات

يؤكد خبراء في علم النفس أن ردود الفعل التي تنتج عن التوتر والتي تعد بمثابة اشارات، عديدة، وأبرزها، الاضطرابات في الجهاز التنفسي والهضمي، أو اضطرابات في القلب. الى جانب ذلك، يعد الفهم الخطأ للآخرين من اشارات التوتر ايضا، ويليها التعب السريع من دون بذل جهد كبير، والقلق والشك، وآلام الظهر، والتعرض للمرض او الاصابة بحوادث.