حققت المرأة العديد من الإنجازات في حياتها, ووصلت لأرفع المناصب في عملها إلا أن هذه الرفعة لم تحمها من العنف الذي تتعرض له أحيانا من بعض أفراد أسرتها أو رئيسها و بعض زملائها في العمل.
و قد تكون المرأة نفسها أحد الأسباب الرئيسية لحدوث بعض أنواع العنف أو الاضطهاد كما تقول د. عزة كريم أستاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية, وذلك لتقبلها له واعتبار التسامح والخضوع أو السكوت علي العنف أمرا طبيعيا وعاديا هو مما يجعل الطرف الآخر يتمادي ويتجرأ أكثر وقد تتجلي هذه الحالة عندما تفتقد المرأة لمن تلجأ إليه.
وقد يكون الجهل وعدم معرفة المرأة بحقوقها وواجباتها وكذلك جهل الطرف الآخر المعنف لها بهذه الحقوق مما يؤدي الي سوء تصرف الأخير تجاه المرأة والإساءة اليها.
كذلك فإن تدني المستوي الثقافي لبعض الأسر والأفراد ووجود فجوة ثقافية كبيرة بين الزوجين, ولا سيما إذا كان مستوي الزوجة الثقافي هو الأرقي, كل هذا يشعر الزوج بالتوتر وفقدان التوازن فيحاول تعويض هذا النقص بشتي الطرق كالسب أحيانا أو الإهانة والضرب في أحيان أخري.
وللتربية دور أيضا في تنشئة الفرد فالطفل الذي يعنف في صغره يصبح رجلا عنيفا, شخصيته ضعيفة غير واثق في نفسه تائها مما يزيد من ردود فعله العنيفة تجاه الآخرين خصوصا النساء. وتلعب العادات والتقاليد دورا مهما في ترسيخ بعض الأفكار البالية في عقل الرجال تجاه النساء وأهمها التمييز بين الذكر والأنثي لدي بعض الأسر.
ويؤكد د. عبد الرحمن الصوفي أستاذ الاجتماع بجامعة حلوان أن ممارسة العنف ضد المرأة ظاهرة قديمة وكبيرة الاتساع ويمكن معالجتها بسن قوانين من قبل المسئولين والحكومات والمؤسسات ومعاقبة من يمارس العنف ضد المرأة, بالإضافة إلي التوعية الاجتماعية سواء كان ذلك بين النساء أو في عموم المجتمع وذلك بتعريف المرأة حقوقها وكيفية الدفاع عنها.
كذلك لابد من إنشاء مؤسسات لتدريب الرئيس علي كيفية معاملة مرؤساته ومعاملة الزميل لزميلاته في العمل, وأيضا إنشاء مؤسسات لتعليم الأزواج الجدد كيف يكون التعامل بين الزوجين بود واحترام ومراعاة كل طرف لحقوق الطرف الآخر والقيام بواجباته للتقليل من حدوث العنف.