عزة فياض طالبة مصرية عمرها16 عاما فازت بجائزة دولية من الاتحاد الاوروبي للعلماء الشباب لابتكارها طريقة للحصول علي الوقود الحيوي من البلاستيك, هذا الخبر وحده فيه ما يكفي لنرفع القبعات للطالبة ونفخر بصاحبته كنموذج لطالبة مجتهدة نابغة.
لكن ما يستحق منا التقدير والفخر هي عائلة الطالبة التي قررت قبل16 عاما ان تربي ابناءها ليصبحوا علماء في المستقبل, فكان فوز عزة هو نتاج سنوات من الجهد لاب وأم مصريين بامكانيات محدودة لكن بارادة وخطة ووعي.
قبل16 عاما انتقلت عائلة الاستاذ فياض المكونة من الام مني الفيل والاب عبدالحميد فياض وثلاث بنات هدي وهند وعزة من البحيرة الي الاسكندرية رغبة في العيش بجوار مكتبة الاسكندرية, وانضما الي نادي اصدقاء المكتبة والحقا بناتهما الثلاث بنادي استكشاف العلوم علي امل ان يستهوي العلم أيا منهن وكانت الام الموظفة بوزارة الصحة والاب الموظف بالجمارك يحرصان علي الذهاب يوميا مع بناتهما الي المكتبة وبعد16 عاما من ذلك التاريخ نجحت عزة في ان تحقق حلم والديها وتفوز بجائزة دولية من الاتحاد الاوروبي عن مشروعها لتكسير المخلفات البلاستيكية للحصول علي الوقود الحيوي,
وتقول عزة انها فكرت طويلا في مشروع تتقدم به في المسابقة التي نظمتها المكتبة مع جمعية عصر العلم واسترعي انتباهها اهتمام العالم المتزايد بموضوع الاحتباس الحراري والوقود الحيوي, ففكرت في الحصول علي الوقود من المخلفات البلاستيكية التي تملأ الشوارع وموجودة في كل بيت, وبالرغم من وجود العديد من الابحاث السابقة والمحاولات للحصول علي هذا الوقود بنفس الطريقة الا ان هذه المحاولات كانت تقابل دائما بارتفاع التكاليف ولذلك استخدمت عزة نوعا جديدا من المحفزات ارخص في التكاليف وبالتالي استحقت وفازت بالمركز الاول في مسابقة المكتبة ورشحت للمسابقة الدولية وفازت بها
وطوال العام ونصف العام الذي اشتغلت فيه عزة علي البحث لم تكن تعمل وحدها بل هناك فريقا يساعدها مكونا من والدها ووالدتها وشقيقتها التوءم هند فالابحاث التي كانت تجريها عزة كانت تحتاج إلي معامل وتجهيزات خاصة لم تكن موجودة في الاسكندرية فكانت الاسرة تتبادل الادوار في الانتقال مع عزة الي القاهرة للقيام بتجاربها في معهد بحوث البترول وتتحمل الاسرة نفقات السفر والاقامة, وفي الوقت نفسه كانت الابنة الاخري هند تجري مشروعها هي الاخري في العلوم الاجتماعية لتتقدم لنفس المسابقة.
عزة طالبة بمدرسة تجريبية حكومية وتتمني ان تلتحق بكلية الهندسة وتدرس البتروكيماويات, وليست طالبة في مدرسة أجنبية ووالدها ليس رجل اعمال او مسئولا كبيرا وبامكانيات عادية استطاعت الاسرة ان تكون نموذجا مشرفا لكل اسرة مصرية تحمل مسئولية النهوض بوطنها.