كثيرا ما تفاجئ الأم بأن أطفالها يرفضون الذهاب إلي المدرسة بدون سبب, وأحيانا يتعللون بالتعب أو يمسكون بطونهم متوجعين.
وتشرح د.مايسة عيسي أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة قائلة: إن هؤلاء الأطفال اذكياء ولا يعانون من أية مشاكل دراسية ولكنهم عندهم نوع من قلق الافتراق الذي يصيب الطفل الحساس الحذر الذي يتوقع الخطر حال ابتعاد أحد أبويه عنه, ويتمثل هنا بالخوف من المدرسة, وهذه الحالة تصيب الطفل ويمتنع خلالها عن الذهاب الي المدرسة.
وتؤكد د.مايسة أنه قد تحدث هذه الحالة في أي وقت وليس من الضرورة أن تحدث في بداية مرحلة المدرسة, وقد تحدث في أي سنة أو مرحلة دراسية. ويرجع سبب قلق الطفل لظهور بعض المشاكل الأسرية التي تجعل الطفل يتوقع أن يفقد أحد أبويه إما بالمرض أو بالسفر أو بالمشاكل الزوجية توقع افتراق الابوين فيوقظ عند الطفل العقدة الدفينة وهي خوف أو قلق الانفصال فيمتنع عن الذهاب إلي المدرسة ليبقي في البيت ويؤمن وجوده مع أمه.
وتظهر حالة القلق كما توضحه د.مايسة علي شكل انفعال شديد مبالغ فيه قد يصل أحيانا إلي درجة الخوف الشديد أو الرعب عندما يواجه الطفل افتراقه عن الأسرة, أو أحلام مزعجة أو أن يصبح الطفل سهل البكاء لا يشتهي الطعام. ولذلك تنصح د.مايسة بأن تقوم الأسرة بتمهيد الطفل لأي نوع من التغيرات التي تحدث مثل الانتقال إلي منزل جديد يشرح مزايا المنزل الجديد, أو في حالات الطلاق أو المرض أن يشرح الظروف بأسلوب يستطيع الطفل أن يستوعبه مما يجعل الاحداث تظهر بأنها طبيعية وبسيطة.
ويجب علي الأم أن توفر للطفل ذي الاحساس المرهف والحذر الآمان بالأفعال والكلام وتبسط له الأمور حتي لا يصاب بحالة قلق الافتراق, وتكون علي اقتناع أنه لا يرفض المدرسة لأنه غير ذكي أو غير ناجح ولكنه يخاف من الابتعاد( الافتراق) عن الأسرة.