لطالما ارتبطت المخرجة والفنانة الأميركية صوفيا كوبولا بصداقة وطيدة مع المصمم الأميركي والمدير الإبداعي لدار الأزياء الفرنسية مارك جاكوبس منذ سنوات عدة، وتحولت تلك الصداقة تدريجيا إلى صلات وثيقة مع دار الأزياء الفرنسية «لويس فيتون»، وفريق عملها، وتحديداً مع استوديو مارك الإبداعي، بحيث باتت المنتجة والكاتبة الشهيرة مصدر الإلهام الجديد للدار.

خلال العرض الأول في لوس أنجلوس لفيلمها الأخير «في مكان ما» في ديسمبر الماضي، اتجهت صوفيا بطبيعة الحال إلى أصدقائها في «لويس فويتون» رغبة منها في التمتع بطلة خاصة تحمل توقيع الدار، كانت القطعة الأولى ثوبا مقلما ومزركشا بالترتر، تم ابتكاره خصيصاً لها، من ابتكار مديرة التصميم في الاستوديو الفنانة جولي دي ليبران، وكان ذلك بداية العلاقة الوطيدة بين الفتاتين، وهكذا، فما بدأ محادثة بسيطة، أدى إلى مزيد من المناقشات التي مهدت الطريق لمغامرة جديدة، أصبحت بعدها صوفيا مصدر إلهام لمجموعة كاملة، حملت أفكار ورغبات وتطرف الفنانة، وانعكست بشكل كبير على ابتكارات الاستوديو والتي بدت واضحة خلال ابتكار تشكيلة كروز ،2012 ذات الروح الباريسية الكلاسيكية الشابة.

سان جيرمان

تتضح الروح الأوروبية واللمسة الباريسية جلية في أناقة صوفيا وأسلوبها، وبالمجموعة الأخيرة بطبيعة الحال فقد تأثرت التصاميم بمشاهد من حي سان جيرمان دي بري الشهير، موئل المثقفين والكتاب، بمحاله المميزة، والملتقى الشهير لجموع شابة متمردة مبدعة، وما يحيط بتلك الأجواء من جميلات على دراجاتهن النارية وأناقتهن الأوروبية الشقية المغوية.

ويصف المدير الإبداعي للدار مارك جيكوبس امرأة «لويس فيتون» بـ«امرأة العالم بأسره، فهي حرة وحماسية ومنطلقة، وتقوم تحديدا بما تستمتع به»، وتحمل من الأنوثة والهدوء والرقي والأناقة المدروسة غير المتكلفة ما يكفي أن يجعلها عالمية وغير محدودة، من دون أن تبتعد عن تلك اللمسة الباريسية التي حملت أطيافا من ستينات وسبعينات السينما الفرنسية، فكانت، ولاتزال، امرأة «لويس فيتون»، تحمل من الصبا والتمرد الغامض والهادئ الكثير، من دون أن تكون سيدة بما يكفي، أو فتاة صغيرة بما يكفي، بعيدة عن الجدية، إلا أنها تحمل من الكلاسيكية ما يكفي، بتنانير وسترات صيفية، وقلوب ملونة صغيرة، ومشاهد وطبعات تذكارية عن باريس، والكثير من السراويل ذات قصات الخصر العالية، والألوان التي مالت إلى الجمع بين الأحمر والكحلي والأبيض العاجي.

درّاجات

حملت المجموعة لمسة شبابية حرة، مالت إلى إضافة قطع وخطوط أقرب إلى ملابس وموضة الدراجات النارية التي تنتشر بين الطرقات الباريسية الضيقة تقودها جميلات حالمات، وهي القطع التي تفاوتت بين سترات جلدية وسراويل، مالت إلى أن تتزين بخطوط متوازية ومتناظرة أحيانا أخرى وفساتين ستينية قصيرة، بينما امتد الاعتماد على الجلد من خلال تقديم مجموعة من سترات جلدية بربطات فيونكات ذات قصة ناعمة، مع تنانير قصيرة غير ضيقة.

وضمت المجموعة عدداً من أطقم الـ«جمبسوت» أو الـ«أوفرهول» الواصلة بين السراويل والقمصان، والتي اعتمدت القصة الضيقة عند الجذع باتساع بسيط عند السيقان، أو تلك الواسعة بالكامل وتضيق بخيوط مطاطية تجمع الخامات عند الخصر، كما اعتمدت المجموعة عدداً من الفساتين ذات الطول الفرنسي الكلاسيكي الذي يصل إلى ما تحت الركبة بمسافة شبر أو شبر ونصف الشبر، وهي الفساتين التي تميزت باتساع تنانيرها وأحزمتها العريضة المحددة للخصر، وهي القصة ذاتها التي تكررت في قمصان وتنانير.

قدمت المجموعة أيضا عدداً من الفساتين القصيرة المربعة الواسعة، ذات الأقمشة الخفيفة الهفهافة بطبعات وخربشات لتذكارات باريسية أقرب إلى تلك التي يمكن رؤيتها على البطاقات البريدية القديمة. وتزينت المجموعة بفستان خاص جدا من اللون الأسود جمع بين القماش الحريري المعرق بمعينات من لونه، وبين الأكمام والخصر الجلدي المخرم، بقصة صدر ذات كسرات بسيطة وصلت حتى الخصر وتنورة متموجة قصيرة ذات قصات ست عززت الكسرات والتموجات فيها، إضافة إلى فستان طويل من اللون البطيخي المائل إلى البرتقالي بتخريمات مستديرة على الصدر وحواشي التنورة مزينة بالأحجار البيضاء، وفستان آخر أبيض غير ضيق حمل تخرمات عرضية متوازية في الجذع، وفستان مميز من قماش الجينز «الدينم» الأزرق المطاط، بقصة قصيرة وجيوب جانبية ودرزات واضحة تحدد الخصر وقصات التنورة.

سراويل وكلاسيكيات

تنوعت السراويل التي ضمتها المجموعة بين الطويلة الضيقة، والواسعة الرسمية، والجلدية الواسعة، وأخرى أشبه بالسراويل الرياضية المطاطة، إضافة إلى القصيرة الواسعة التي اقتربت من التنانير ذات الكسرات، أو شديدة الضيق والقصر، والتي ترافقت بألوانها الصاخبة مع قمصان حريرية مطبعة ذات أكمام قصيرة، من دون أن تتخلى المجموعة عن التخريمات التي يمكن أن تتضح جلياً من خلال قماش الدانتيل الشفاف المخرم بنقوشه المعتادة والتي كونت منها المصممة سروالا قصيرا يصل إلى الركبة بقصة رسمية مستقيمة وسترة ذات قصة رسمية بياقة وأكمام طويلة من اللون الكحلي.

وحملت المجموعة الكثير من اللمسات الكلاسيكية العائدة إلى ستينات وسبعينات القرن الماضي، ومنها الجيوب الكبيرة المفتوحة المزينة لجهتي التنورة أو الفستان، وتلك العقد والربطات الواضحة، إضافة إلى الفساتين القصيرة ذات القصات المستقيمة، والأزرار الكبيرة المستديرة المزينة للجذع، أو الحواشي ذات التخريمات المستديرة المزخرفة.

إكسسوارات

ضمّت مجموعة «لويس فيتون كروز 2012» الجديدة عدداً كبيراً من الإكسسوارات المميزة من نظارات شمسية، وحقائب جلدية مالت إلى اللمسة المخرمة أيضا، وأخرى قماشية حملت الطبعات التذكارية لباريس، إضافة إلى مجموعة من مناديل الرقبة الحريرية ذات الطبعات الحمراء والبيضاء والسوداء التي تزينت في طرفيها بشرابات مبتكرة. كما قدمت المجموعة عددا من الأحذية التي تفاوتت بين الشديدة الارتفاع بقاعدة كاملة عريضة، مغلقة كانت أو مفتوحة، أو المغلقة ذات التصاميم الكلاسيكية بكعب مسطح، وقاعدة تزينت بمجموعة كبيرة من المسامير المعدنية الذهبية والفضية، وحذاء مميز مفتوح من الأمام ويتميز بـ«فيونكات» تزين أعلى القدم وترتفع تلك الربطات المزينة بفيونكات واصلة إلى الركبة يسندها شريط مقوى على طول خط الساق من الخلف، ومجموعة من القفازات الجلدية والقبعات المحاكة، والاحزمة الجلدية، والقلائد المتدلية بميداليات من قلوب زوجية، أو تلك الذهبية الشبيهة بالياقة والمزينة بمسامير شائكة على أطرافها .

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *