كيف احقق ذاتي؟ هذا السؤال يشغلنا جميعا, وكثيرون منا لايجدون له اجابة, وقد يشعرون بالإحباط نتيجة للشعور بالفشل وعدم تحقيق الاهداف ولكن قبل الوصول الي هذه المرحلة علينا اولا ان نعرف المقصود بتحقيق الذات وهو بلوغ الفرد لغاياته وان نحدد اهدافنا ولانسمع للافكار السلبية بالتأثير علينا
وهذا ما اوصت به الندوة التي اقيمت بجامعة المنوفية تحت عنوان كيف تحقق ذاتك برئاسة د. صديق عفيفي رئيس المجلس العربي للتربية الاخلاقية والتي اكدت الحكمة الهندية القائلة ان اليوم حيث اتخذت افكارك وستكون غدا حيث تأخذك افكار انسان يستقبل اكثر من ستين الف فكرة يوميا, وان كل ما يحتاجه من الافكار هو الاتجاه, فلو كان اتجاه المرأة سلبيا في الحياة تحولت هذه الافكار الي افكار سلبية والعكس صحيح, وقد كشف بحث بكلية الطب في سان فرانسيسكو عام1986 بان اكثر من80% من افكار الانسان سلبية وتعمل ضده, وهناك سبعة اركان اساسية تساعد الانسان علي تحديد اهدافه في الحياة كما جاءت بالندوة هي الجانب الروحاني الشخصي والعائلي والاجتماعي والمادي والمهني والصحي والطفل الذي ينشأ في بيئة غير صحيحة يستقبل180 الف رسالة سلبية لفظية وايجابية منذ الطفولة وحتي سن18 سنة مثل انت فاشل انت خايب ومش نافع مقابل4000 رسالة ايجابية برافو انت شاطر.. الخ وهو امر يحتاج الي مراجعة وتصحيح فمن الاجدر للآباء ان يرسلوا اكبر قدر من الرسائل الايجابية لابنائهم في مقابل الرسائل السلبية حتي يستطيعوا تحقيق ذواتهم في المستقبل ولكن الافضل من كل ذلك ان يرسل الاشخاص لانفسهم رسائل ايجابية ذاتية تحفيزية وتشجيعية فقد اثبتت الابحاث ان التحفيز والتشجيع الخارجي اقل تأثيرا بكثير من التحفيز الداخلي, لان الاول وقتي قد ينتهي في وقت ما علي نقيض الثاني الذي يمكن ان يدوم ويستمر.
واشارت الندوة ألي انه يمكن تحفيز المرأة ـ والافراد بشكل عام ـ من خلال العبارات التشجيعية ومكافأة نفسها علي اي شئ تتقن عمله او تقوم به ولو كان بسيطا وفي تعلم شئ ومشاهدة نتائجه وألا تنظر للفشل علي انه نهاية الطريق بل انه مجرد محاولة يمكن تكرارها وان تتعرف علي نفسها جيدا وتقدرها وألا تجعل الاخرين يقللون من قدرها, وبالنسبة للعمل يمكن للمرأة تحقيق ذاتها عن طريق الرغبة في القيام بالعمل ـ وهي في ذلك تختلف عن الرجل الذي يمكنه في معظم الاحيان القيام باعمال لايفضلها ـ ووجود الاستعداد والقدرة والامكانية للقيام. والأهم المرأة الجد والاجتهاد والمثابرة والمرونة ومشاورة الاخرين وعدم الاستبداد بالرأي والادراك السليم للعالم الواقعي مع عدم تعميمها للرغبات الشخصية والميل الدائم للموضوعية وقبول الذات والاخرين والعالم بوجه عام, والتلقائية في التعبير عن نفسها بصراحة وامانة وعدم الخوف من التعبير عن آرائها واحكامها المستقلة للاخرين, وعدم انشغالها بنفسها فقط والحماس المتجدد لإعطاء الاشياء حقها والذي يظهر في شكل استحسانها للاشياء والامور البسيطة التي تمر عليها في الحياة اليومية. كما ان المرأة لديها ميل قوي بضرورة مشاركة الآخرين والانتماء اليهم والنساء عموما يتمتعن بصداقات قليلة ولكنها قوية وعميقة, هذه الصداقات تكون في المعتاد مع آخرين ممن يتصفون بتحقيق الذات, كما انهن يتصفن بالاصالة والابداع ولايخافن من ارتكاب الاخطاء في المواقف الجديدة كما يتصفن بالانفتاح الكبير والصراحة والتلقائية في علاقتهن مع الاخرين واكثر ما يميزهن انه لا اثر للتفوق او المباهاة في تعاملاتهن.