تحتل المرآة مكانة كبيرة في حياة حواء وقد يصل عشق السيدة للمرآة الي قضائها ساعات طويلة أمامها لتتأمل ملامح وجهها وتفتش عن بثرة صغيرة أو تجاعيد بسيطة بدأت في الظهور،والفارق بين النظر في المرآة الطبيعي والعادي وبين عشق الذات أو النرجسية كبير.
وعموما فالنظر في المرآة واعتزاز المرأة بأنوثتها كما يقول د. أيمن السراج استاذ العلوم النفسية بجامعة القاهرة صفة غالبة لدي النساء وصفة أصيلة في ذات الوقت, يقابلها عند الرجل صفة العنف والميل الي إظهار القوة, والبعض يتصور ان شغف النساء بالمرآةأمر خاطيء, ولكن علي العكس هو أمر صحي مادام لم يصل الي درجة المرض بحيث تتمني المرأة لو أن جدران غرفتها الأربعة مصنوعة من مرايا, فذلك يدل علي اضطراب في الشخصية والمرأة السليمة نفسيا لا تصاب بالنرجسية مهما نظرت للمرآة.
ولعلاقة السيدة بالمرآة مراحل بداية من المراهقة وتتأرجح الفتاة بين الرضا عن النفس والسخط عليها, وفي الشباب يكون جنون النظر فيها ثم الكراهية في الكبر. والرجل ايضا يحتاج الي المرآة حين يتأنق ويصبغ شعره ويتأكد من غياب الشعيرات البيضاء, وهو إعلان للمرأة بأن زوجها عاشق نفسه ومرآته تمهيدا لحب جديد, ويأمل في المرآة ان تغشه وتوهمه بالفحولة والأناقة لكن في الأغلب لا يمكث الرجل أمام المرآة إلا دقائق, أما المرأة فساعات.. وقد يكره الرجل المرآة لكثرة حب المرأة لها خاصة إذا تقدم بها العمر ولمحت التجاعيد الزمنية ووصلت لسن لا تباهي للجمال فيها.
لذلك علي المرأة فهم أن الجمال هو ما يسكن القلب والروح ويضفي علي الوجه مسحة الرضا والهدوء الذي لا يحتاج لخيال المرآة الكاذب.