مع مشاغل الحياة أصبح الكثير من الأهل لايمضون وقتا طويلا مع أولادهم, وهم يحاولون تعويض إحساسهم بالتقصير باغرائهم بالهدايا في الوقت الذي يحتاج فيه الطفل إلي أشياء أهم مثل لمسة الحنان والحب لإشعاره بأهميته في حياة أهله وتعزيز ثقته بنفسه.
وتكون الهدية حافزا لتعزيز سلوكه الجيد, وليس صحيحا أنه يجب ان تكون الهدية غالية ومكلفة فالكثير منها يمكن أن يكون بسيطا.
ويقدم لك د. السيد حنفي استاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق والعميد السابق لمعهد البحوث والدراسات الآسيوية بعض النصائح التي تساعدك علي مكافأة السلوك الجيد لطفلك دون ارهاق لميزانيتك أولاها الابتسامة فهي واحدة من أسهل الطرق الفعالة لمكافأة سلوك الطفل, فهذه الابتسامة تعني الكثير له فتشعره بالحب وبأنه متميز وترسل له رسالة تحمل معني الرعاية والاهتمام.. كما أن الثناء علي تصرفاته الجيدة ببعض الكلمات الرقيقة لاتكلف شيئا فهي طريقة سهلة لمكافأة الطفل فعندما يتصرف بطريقة جيدة اسمعيه بعض الكلمات مثل برافو احسنت وستجدين علي وجهه الشعور بالزهو, اما العناق فله تأثير عجيب علي الطفل فهو يخفف من بكائه كما انه يساعد علي سرعة شفاء الطفل المتردد فعندما ينجز عملا جيدا ويتصرف بطريقة صحيحة بادري بعناقه فهو مكافأة مجانية ينتظرها كل الاطفال.. كذلك يجب ان تقدمي له بعض الامتيازات الاضافية لان المكافأة التي ينتظرها الطفل نتيجة لعمل جيد قام به يجب ألا تنحصر في الهدايا المادية فقط, فهو ينتظر الحصول علي بعض الامتيازات التي يتمتع بها اشقاؤه الكبار فمثلا امنحيه نصف ساعة اضافية للجلوس أمام الكمبيوتر او زيارة احد اصدقائه أو تأخير موعد نومه لمدة ربع ساعة فهذا بالاضافة إلي انه مكافأة له فهو ايضا يعلمه مفهوم الحرية المسئولة.
ويضيف د. السيد حنفي ان جميع الاطفال يستمتعون بالكتاب, خاصة أن به صورا ملونة أو قصة طريفة لذلك فان شراء الكتب ليس المهم ولكن الاهم هو اختيار كتاب جذاب يثير اهتمامه ويناسب سنه خذيه معك إلي المكتبة واجعليه يشارك في اختيار الكتاب المناسب له.. كما يمكنك بدلا من الشراء ان تستعيري الكتب من المكتبات العامة, والاطفال تحب الهدايا ويمكنك شراؤها بمبلغ زهيد مثل الأقلام الملونة أو الجوارب, فهذه الاشياء عندما تقدم للطفل تسعده وتكون بمثابة حافز لكي يستمر علي هذا السلوك, سواء كان في البيت أو المدرسة, كذلك من الاشياء المحببة للطفل مشاهدة نجمه المفضل فمن الممكن أن تكون المكافأة مشاهدة فيلم لنجمة المفضل سواء كان في التليفزيون أو اصطحابه إلي السينما في عطلة نهاية الاسبوع لمشاهدة الفيلم. كما يمكن ان تكافئيه باختيار وجبته المفضلة ليتناولها سواء كان في احدالمطاعم التي تقدم وجبات للاطفال او أن تكون الوجبة من صنعك وادعه لمساندتك في تحضيرها لأن الاطفال تفضل مساعدة امهاتهم في المطبخ فبذلك فأنت تكافئينه وفي الوقت نفسه تمنحينه فرصة للعمل وتعلم بعض الاشياء الجديدة المتعلقة بالطهو.
وأخيرا ينبه د. السيد حنفي أن كثيرا من الامهات لاتعرف الخط الفاصل بين المكافآت والرشوة فاذا كانت المكافأة أسلوبا ناجحا في دفع الطفل للتصرف بطريقة صحيحة فان الرشوة سلوك سييء, والفرق بينهما ان المكافأة تكون للسلوك الجيد كأن نشتري له لعبة مكافأة لحصوله علي درجات مرتفعة في مادة ما أما شراؤها لحثه علي المذاكرة فتدخل تحت بند الرشوة لانها تعتبر رسالة خاطئة للطفل بالا يذاكر دروسه إلا بعد نيل هذه الرشوة.
