عجيب والله أمر التربويين الأفاضل ومعلمي الأجيال الذين نظموا الإضربات داخل المدارس بينما خارجها شغالين الله ينور بمنتهي الضمير في الدروس الخصوصية .ليس هذا فحسب..
بل بلغت الجرأة ببعضهم وهي جرأة ترقي إلي مستوي البجاحة أن يوزع إعلانات يروج فيها لنفسه وللسنتر الذي يقوم بالتدريس به أو الذي ربما يمتلكه. أما ولي الأمر فهو لا حول له ولا قوة بين المدرسة التي تعلنها صراحة أنها غير مسئولة عن التعليم الفاسد والأجور المتدنية التي تجعل المدرس يمتنع عن أداء رسالته وهو عذر أقبح من ذنب فالطالب في المدرسة الحكومية قد يكون غير قادر علي دفع مصروفات المدرسة الهزيلة وليس الدروس الخصوصية . وحتي الطالب في المدرسة الخاصة التي تتراوح مصروفاتها بين 2000 ــ 4000 فإنه ذويه يدفعون المصروفات من لحمهم الحي .
نحن نعلم أن هناك ظلما واقعا علي المدرس مثله في ذلك مثل الموظف والطبيب والمحامي ..يعني الظلم مش طايله لوحده ..لكن المدرس دونا عن الجميع يأخذ حقه من جيب ولي الأمر المطحون ..وما يجعلنا غير متعاطفين مع المدرس أنه حتي بعد أن استجابت الدولة لطلبات المضربين وحتي لو استجابت لأكثر منها , فإن المدرسين لن يتوقفوا عن إعطاء الدروس الخصوصية لأنها جعلتهم أصحاب عقارات ومشروعات خاصة . وأصبح العادي جدا أن يمتنع المدرس عن الشرح في الفصل واللي عاجبه عاجبه واللي مش عاجبه مش عاجبه .
لكن المنطقي أن يقاطع أولياء الأمور المدرسين والدروس الخصوصية ..هذا هو الحل.. لكن هل يستطيع ذلك ولي الأمر الشقيان اللي بدأ من قبل الدراسة يتصل بالمدرس الفلاني ويتحايل علي المدرس العلاني عشان درس الولد ويرضي يدي البنت ..والمدرس يتبغدد ويحط رجل علي رجل ويملي شروطه .
وقد روت لي سيدة مرموقة أن المدرس اشترط علي ابنتها أن يكون البيت الذي سيعطي فيه الدرس مكيفا وأن يكون هناك جراج ملحق بالعمارة حتي لا يضيع وقته بحثا عن مكان لركن سيارته .
- مجبر أخوك لا بطل
في كل الأحوال ينبغي أن تأتي الخطوة الأولي من ولي الأمر وأن يبدأ كل منا بنفسه.
دينا القلش ‘مذيعة ‘: لو شعرت أن مستوي التدريس في المدرسة يتحسن سأتوقف فورا عن إعطاء أبنائي دروسا خصوصية رغم أنني أري أن الدروس الخصوصية أصبحت قانونا يعصي علي التغيير رغم أن المدرس لم يعد علي المستوي نفسه من الكفاءة والدور هنا علي وزارة التربية والتعليم في تقليص الكثافة في الفصول وتحسين مجموعات التقوية في المدرسة حتي يمكننا الاكتفاء بها علي أن تكون هناك رقابة حقيقية من المدرسة والإدارة التعليمية لضمان قيام المدرس بواجباته.
رشا الفولي ‘محاسبة’: المشكلة في انعدام ضمير المدرس وانعدام كفاءته وحتي لو أخد فلوس كويسة من المدرسة مش حيبطل دروس خصوصية والمفروض ننظم حملة لمقاطعة الدروس الخصوصية .
أجمل رأي سمعته من الدكتور عماد محمد إبراهيم الذي لا يكتفي بفكرة مقاطعة الدروس الخصوصية بل يقترح تنظيم حملة من أولياء الأمور للقيام بالتدريس في المدارس حتي لا نستجيب لضغط المدرسين ويقول أنا عن نفسي طبيب بيطري وعلي استعداد للقيام بشرح دروس العلوم فالمسألة ليست معضلة وهناك الكثير من الشباب مستعدون للتطوع وهناك جروب علي الفيس بوك ينظم حملة لو مش عايز شغلك.. أنا عايزه ولماذا لا تقتدي وزارة التربية والتعليم بوزارة الصحة التي استعانت بالمعاشات لتسيير الأمور . لقد سئمنا من المدرسين والإدارات التعليمية لا تسعفنا والوزارة لم تخصص خطا ساخنا للإبلاغ عن تجاوزات المدرسين وما يحدث في الإضرابات.
أيمن ‘محام’: يشجع فكرة مقاطعة الدروس الخصوصية مؤكدا أنه ذاق الأمرين من المدرسين ويروي أن أحد المدرسين اتفق معه علي إعطاء درس لابنته علي أن تكون مجموعة من خمس فتيات وحدث أن اعتذرت فتاتان فما كان من المدرس إلا أن أجبرني علي دفع ثمن الحصة للفتاتين المعتذرتين فهو ليس علي استعداد لتحمل الخسارة.