تصنع أمل السعيد تصاميم تخطف الأبصار وتثير الإعجاب، لكن كثيرا ما تعاني من الفكرة الجديدة في تصاميمها، فلا يهنأ لها بال حتى تصل إلى الشكل النهائي لما يدور في ذهنها من أناقة وجمال، فتترجمه على أوراقها البيضاء ومن ثم القماش، لتكون هذه الفكرة طريقها إلى الأناقة والأنوثة.
بساطة وأناقة
عن انطلاقتها، تقول السعيد «منذ الصغر كان يشدني عالم الرسم، أشخبط على الأوراق البيضاء كل ما يخطر ببالي، وتجذبني نقوش الحناء وتصاميم الديكور وكل هذا ترجمته في خيالي ليتحول إلى عالم حقيقي وواقعي في التصميم. تتذكر تلك اللحظات، فتقول «عندما أكون مدعوة لفرح غالبا ما ألبس الفستان الذي يحمل تصميمي، ومن يراه يعتقد إنه من أكبر دور العرض لكن بعد أن يكتشف الجميع موهبتي يؤكدون تميزي في ذلك».
من تصميم الفساتين إلى العباءة والشيل قفزة أخرى في عالم الأزياء، تقول السعيد «غالبا ما أظهر المرأة في تصاميمي للعباءة مثل حورية عاشقة تبحث عن الجمال المميز، فالفتاة الإماراتية أنيقة بطبيعتها تختار ما يناسب جسمها، وهى معتادة على متابعة أحدث مستجدات الموضة، لتختار من الموضة ما يلائم بيئتها وعاداتها وتقاليدها». وتضيف «معظم تصاميمي تتصف بالبساطة والأناقة، وهي مناسبة لجميع الأوقات، وأحرص على أن تبرز العباءة جمال المرأة التي ترتديها، ولا أحب أن يظهر الموديل بشكل منفرد دون إبراز المرأة، فكلا الطرفين يعكس شكل الآخر وأنا لا أحبذ الشكل الواحد والانطباع الواحد، وأحب التصميم الكلاسيكي».
الشبكة العنكبوتية
انطلاقاً من المقولة مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ولشغف السعيد بالعباءة اتجهت إلى إنشاء الخط الخاص بها بتواجد إلكتروني لتكون مهمة الاختيار والشراء أكثر سهولة للنساء العاملات. إلى ذلك توضح «المرأة غالباً تقضي ساعات طويلة على الشبكة العنكبوتية تبحث عن الجديد والمتجدد في عالم وصرعات الموضة، والمواقع الإلكترونية للموضة سهلت هذه المهمة مجرد كبسة زر عما يناسبها ستجد المطلوب». وتضيف «تظهر دراسات عالمية أن المرأة تشكل ما يزيد على 53% من إجمالي المتسوقين من خلال شبكة الإنترنت، كما أنها تمثل نسبة 63% تقريبا من المتسوقين أكثر من مرة في الأسبوع من خلال الإنترنت، لذلك وجدت من خلال الموقع الذي أنشأته إقبالا كبيرا من قبل الفتيات اللاتي يبحثن عن الأناقة والجديد في عالم العباءات، وهذا ما دفعني إلى تقديم الكثير من الموديلات المميزة ضمن عاداتنا وتقاليدنا وفي حدود الحشمة بأسلوب عصري يضاهي أحدث خطوط الموضة». وتتابع «لذلك تنوعت المجموعة في موقعي الخاص باختلاف التصاميم من العملية إلى المناسبات الأفراح وكأنها لوحة تشكيلية مزجت فيها أكثر من لون بنغمات متفاوتة، تتداخل فيما بينها بجمال متميز لكل عباءة».
فكرة جديدة
عن أحدث موديلاتها، تقول السعيد «في هذا الموسم جاءت العباءات مرة مترفة وجذابة، ومرة أخرى تبرز المرأة كأميرة من أميرات ألف ليلة وليلة، وقد زينت بألوان الفرح والإشراق». وتضيف «بكل تواضع كثيرا ما أجتهد في البحث عن الفكرة الجديدة في التصميم حيث أضيف رؤيتي الذاتية في كل تصميم أقدمه، وأجد نفسي وسعادتي دائما في نجاحي، حيث تتناغم التشكيلات ممتزجة بجمال الإبداع والتألق لتجسد لوحة متكاملة مليئة بالشفافية والرومانسية».
وفيما إذا كانت السعيد تتقيد بالموضة، تقول «لا أتقيد أو أتأثر بالموضة إلى حد استنساخها، فقد أستعين بالخامات والموضة السائدة في كل موسم، وفى النهاية أوظفها في التصميم بطريقتي الخاصة». وتضيف «كما أنني أصمم بمزاجي الخاص، فأحرص دائما على الاهتمام بكل قطعة، وأشعر بالتحدي بيني وبين كل تصميم أثناء التنفيذ، وهذا يحفزني على الاستمرار، حتى أتمكن من إنجاز العمل بصورة أرضى عنها. لذلك كل ما أقوم بتنفيذه لا ينبع إلا من مخيلتي ويعكس رؤيتي وأفكاري لأقدمها في النهاية بلمسات عصرية تبرز المرأة وشفافيتها، وترضي ذوقها لتكون سيدة حضورها في كل المناسبات، تتحدى برقتها ورومانسيتها جرأة العصر». وتتابع «العباءة الإماراتية باتت من الأزياء التي يجب أن نهتم بتصميمها محليا، لأننا ندرك أهميتها وخصوصيتها بالنسبة للمرأة الإماراتية بوجه خاص والخليجية بوجه عام، ولا يمكن أن توفر لنا دور الأزياء العالمية تصاميم مناسبة مطورة بشكل مقبول»، معتبرة أن المرأة الإماراتية من أكثر نساء العالم اهتماما بالموضة، وحبا بالأناقة والتميز.
أسعار مرتفعة
الجميع يتهم المصممة الإماراتية برفع أسعار موديلاتها، إلى ذلك، توضح السعيد «بالفعل نجد البعض من المصممات يرفعن السعر والسبب في ذلك أن المرأة الإماراتية تبحث عن التفرد، ولابد أن يكون للتفرد ثمن خاص، كما أن الأقمشة المتنوعة والتي تختلف باختلاف ذوق الزبونة أسعارها مرتفعة. ناهيك عن ذلك كل مواد الخام في السوق ارتفعت أسعارها بشكل جنوني حتى أجور العمال ارتفعت». وتضيف «تصميم موديل يحتاج إلى مجهود كبير ليخرج بالشكل المطلوب للزبونة، كما أن إنجازه يحتاج إلى وقت طويل إن كانت العباءة بها الكثير من الكريستال أو التطريز، وهذا بالطبع يختلف عن الموديل العملي البسيط الذي لا يحتاج سوى تنفيذ التصميم ومن ثم عرضة للزبونه لتختار ما تشاء حسب ميزانيتها وذوقها».
ولا شك أن من يعمل في تصميم العباءات تتاح له فرصة رصد التغيير الذي يطرأ على توجهات النساء، وتجربة المصممة السعيد تؤكد ذلك. تقول «منذ بدأت العمل في مجال تصميم العباءات لاحظت أن ذوق المرأة الإماراتية قد تغير، فأصبحت أكثر جرأة في اختيار الألوان والموديلات كما أنها أصبحت أكثر إقبالاً وتشجيعاً لصناعة الأزياء المحلية واقتناعاً بالمصممة الإماراتية وقدرتها على محاكاة الإنتاج العالمي مع تفهم متطلبات المرأة الإماراتية». وعن السر وراء هذا التغيير، توضح «للإعلام دور كبير في ذلك، فعن طريقه بدأت المرأة الإماراتية تتعرف على المصممات الإماراتيات الأخريات، اللواتي اكتسبن الثقة والتشجيع والدعم عندما أتيحت لهن فرصة تقديم أعمالهن على نطاق أوسع، وفي ظل منافسة تدفع العاملات في هذا المجال إلى تقديم الأفضل في عالم تصميم العباءات الذي تنوع واختلف بحسب ذوق الزبونة وحسب المناسبة».