من تصميم العباءات التي استطاعت أن تحظى بنجاح كبير وانتشار بين المهتمات بهذا العالم وأناقته خلال السنوات الماضية، إلى تصميم الملابس الجاهزة «ريدي تو وير»، التي لم تخلُ من تلك البصمة الخاصة بهن، قدمت الأختان ريم وهند بالجافلة، أول مجموعة لدار أزيائهن «داس» في أسبوع لندن للموضة لربيع وصيف ،2012 مساء الأحد الماضي.
بمجموعة استطاعت أن تمزج بذكاء بين روح الدار وبصمتها المعروفة، وبين تطوير تلك الخطوط إلى مجموعة عالمية في متناول الجميع، قدمت الأختان بالجافلة تصاميم مزجت بين الغنى في الخامات والقصات التي تتميز بها تصاميم الدار عادة، وبين تحويل تلك الخطوط إلى قطع يومية سهلة، لا تخلو من الأناقة المناسبة للسهرات البسيطة أو العشاء، من خلال الخامات الفخمة، أو التفاصيل التي زينتها، وأضافت إليها الصفة المسائية، من دون مبالغة تذكر.
كان للتفاصيل المستوحاة من الحقبة الرومانية لمجموعة «غوديس» أو «إلهة»، وهو الاسم الذي يعكس الثقافة الرومانية القديمة أيضا، قدرة على تعزيز تلك الخطوط المنسابة للخامات، لتعتمد الأختان مجموعة متنوعة من القطع التي تفاوتت بين الفساتين الطويلة المنسدلة والمنسابة بأكمامها الواسعة، وبين تلك القصيرة التي تفاوتت أطوالها، إضافة إلى السراويل، والقمصان، والتنانير الطويلة والقصيرة، في تسلسل مدروس وخطوط قوية لمجموعة متكاملة وواضحة المعالم.
تميزت المجموعة، رغم غنى التفاصيل، بالبساطة والنعومة، وعلى الرغم من إضافة المصممتين إلى تلك التفاصيل الجلدية المعدنية اللماعة على مختلف أجزاء التصاميم بطرق مختلفة، بين الأكمام، أو الكتف، أو الخصر، أو الساق بطريقة بدت أقرب في بعض الأحيان إلى أجزاء من دروع، إلا أن ذلك لم يأخذ من المجموعة انسيابيتها الرومانسية، وهو أيضا ما عززته «باليتة» الألوان المستخدمة لهذا الموسم، والتي لم تخرج عن الدرجات الفاتحة والهادئة، والتي بدت كما لو أنها مزجت باللون الأبيض لتعطي ذلك التأثير الضبابي للمجموعة.
ربيع بارد
لم تخرج ألوان المجموعة عن تلك الدرجات الهادئة الضبابية، كما لو كانت لربيع خجول يفضل البقاء منعزلاً تحت طبقة رقيقة من الجليد الذائب، إذ تفاوتت الألوان بين الأبيض العاجي، والأزرق الفاتح والآخر الأقرب إلى الرمادي الفاتح، إضافة إلى الزهري الفاتح، والرمادي، وآخر بدرجة أقرب إلى الترابي المغبر، كما ضمت المجموعة اللون الرمادي، واللون الأقرب إلى الكاكي، والبيج الرملي، وهي الألوان التي فضلت الأختان أن تبقيا بنسختهما السادة، من دون طبعات، بهدف التركيز على إبراز تميز القصات وانسيابها، بعيداً عن تشتيت النظر إلى الطبعات المبهرجة، إلا أنهما فضلتا كسر الملل، من خلال المزج بين لونين حداً أقصى في المجموعة الواحدة، وكان الأبيض غالبا هو اللون الثانوي الذي زين بقية التصاميم ذات الألوان الأخرى، والتي غالبا ما زينت حواشي الفساتين، أو تلك القطعة المتموجة على شكل ثمانية التي غالبا ما تبرز في التنورة، كما مزج بين اللونين الزهري والرمادي، والأخير مع لمسات بسيطة من الأزرق السماوي التي برزت من خلال الأحزمة القماشية.
تفاصيل
كان قماش الجلد معدني اللون بشكله الذي كان أقرب إلى القطع الحديدية المستطيلة المتراصة، إضافة أخرى أبعدت المجموعة عن التكرار والملل، وهي القطع التي تزينت بها أجزاء مختلفة من التصاميم، حيث استقرت على الأكتاف نزولا إلى الأكمام الطويلة الواسعة تارة، أو اعتمدت متموجة في كسرة التنورة الطويلة المتموجة تارة أخرى، كما كان لهذا القماش حضوره المنفرد، حيث اعتمد قميصا ذا قصة واسعة مربعة من دون أكمام، بينما كان الجزء الخلفي من القميص من الشيفون الشفاف، كما تحول في تصميم آخر إلى تنورة قصيرة ضيقة بدت مناسبة للسهرة، كما زينت هذه الرقع الجلدية الأقرب في شكلها إلى أجزاء الدروع الحديدية أجزاء من واجهة السراويل الضيقة المطاطة بلونها الرمادي الداكن.
تحول قماش الجلد في تصاميم أخرى إلى أحزمة من طبقتين عززت نحول الخصر، وتحديداً في الفساتين ذات القصة الشهيرة للدار، والتي تعرف غالبا بـ«قصة داس» تيمناً باسم الدار، وهي القصة التي تتميز بفكرتها الأقرب إلى القميص والتنورة الضيقة عند الخصر والمنسدلة بثقل على الأرداف لتتسع متموجة في جهة واحدة تحديدا من خلال تجميع القماش متموجا في قصة جانبية على شكل ثمانية، بينما تتحول الخامات إلى طبقة كبيرة وواسعة منسدلة أشبه بالقماش المرفوع أو الذيل الخارج من الكتف والتي تغطي الظهر حتى نهاية الأرداف بطريقة مبتكرة ومتقنة، وهي القصة التي اشتهرت بها الدار منذ انطلاقها، وغالباً ما تكون حاضرة وبقوة في مختلف المواسم، مع إضافة لمسات تزيين بسيطة هنا وهناك منعاً للتكرار.
ظفائر
إضافة إلى الجلد معدني اللون، تزينت التصاميم أيضا بفكرة الظفائر القماشية التي عززت من اللمسات الرومانية على التصاميم، والتي تزينت بيها الأكتاف، والأكمام، إضافة إلى تقاطعات زينت فساتين ذات ظهر عار جزئياً، والتي اعتمدت أيضا كأحزمة ناعمة ومنسدلة على الفساتين، التي تفاوتت بين الطويلة المتموجة، والقصيرة متفاوتة الأطوال، والقصيرة الضيقة.
وإضافة إلى الفساتين تفاوتت قمصان المجموعة أيضاً بين تلك التي تخلو من الأكمام بقصاتها المربعة الواضحة، وبين أخرى أقرب انسدلت واسعة، قصيرة من الأمام، وطويلة واصلة إلى الركبة من الخلف بقصات مستديرة ناعمة، تزينت بأحزمة مظفرة للخصر، إضافة إلى تلك ذات الرقبة العالية والتموجات المتكسرة نزولاً منها مع قطع بنية زينت الأكتاف وتقاطعت على الظهر، أو تلك ذات الأكمام الطويلة وطبقات القماش النافرة على الكتف.