كل زوجين يحلمان بإنجاب أطفال أصحاء سعداء‏,‏ ولكن أحيانا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن‏,‏ ويفاجأ الزوجان بمرض ابنهما‏,‏ ليس بأي مرض يمكن علاجه والشفاء منه بل مرض يصعب حتي تشخيصه والسيطرة عليه وهو مرض اضطراب التوحد أو الذاتوية كما يطلق عليه بعض الخبراء‏..

حول هذا المرض أقامت الجمعية المصرية لطب الأطفال ندوة اشترك فيها نخبة من أطباء الأطفال والطب النفسي للتوعية بالمرض وأسلوب التعامل مع المصابين به.
في البداية تؤكد د. مروي المسيري ذ ا الذاتوية ــ وهو الأسم الذي تفضله لأنه الأصح في وصف الحالة ــ يصاب به الطفل في عمر ثلاث سنوات وهو أكثر انتشارا في الذكورعن الأناث وليس له علاقة بالطبقة الأجتماعية, ويؤثر علي ثلاثة محاور أساسية هي المهارات الاجتماعية والتواصل وبعض السلوكيات. وتشرح د. مروي: يتبع الطفل سلوكا نمطيا متكررا طوال الوقت, كالقفز واللف في دوائر, والأصوات العالية والمنخفضة تثيره, ولا يستجيب للعب مع أمه كما أنه لا يستطيع التعبير عن نفسه مما يسبب له نوبات من الغضب والعنف, واللغة عنده لا تتطور بل يستخدم لغة غريبة, بالإضافة لعدم استخدام الكلمات في سياقها, ولا يفهم مشاعر الناس وتعبيرات وجههم ولا يستجيب عند النداء عليه. أما بالنسبة للعب فهو يفضل الانعزال وليس له أصدقاء ولا يؤدي ألعابا خيالية كاللعب بالعرائس أو العربيات أو تقليد الأم في حركات الصلاة أو المطبخ, كما ان أي تغيير في الروتين يقابله بمقاومة شديدة. كل هذه الأعراض قد تكون مؤشرا لاحتمال وجود المرض ولكن ليس هو بالضرورة ولكنها تتاطلب اللجوء السريع للطبيب المتخصص للتشخيص الجيد للمرض الذي يتشابه مع أمراض أخري كمرض فرط الحركة والتأخر العقلي والفصام.أما عن أسبابه فتقول: ليس له سبب معروف ولكن قد يكون سببا جينيا من3% إلي7%, أو تغيرا في تشريح الفص الأمامي والمخيخ المسئول عن فهم الأشياء والمشاعر والتواصل ويقول البعض إنه سبب مناعي.

وعن كيفية تعامل الأسرة مع الطفل التوحدي يؤكد د.هاشم بحري ذ- لديه مشاعر علي عكس ما يعتقد الناس, بل يكون أحيانا احساسه أعلي من الطبيعي فلا يعرف الكذب أو التجميل في كلماته الي الحد الذي يمكن أن يجرح من أمامه في بعض الأحيان, فهو علي حد قوله رادار قلبه شغال كويس جدا, وهناك فرق في درجة شدة المرض من طفل لآخر, فمنهم من لديه مهارات بسيطة وبعضهم لديه مهارات عالية مع مستوي ذكاء عال يمكنه من أداء أنشطة أكثر تعقيدا. فهناك طفل شهير لديه ذاكرة فوتوغرافية تمكنه من رسم أي مبني بالكامل بعد النظر إليه لمدة دقيقتين بما فيه من شبابيك وألواح زجاجية.!
يوضح د.هاشم أن الانكار هو أول رد فعل ينتاب الأبوين تتبعه حالة من التوتر والاكتئاب الشديد مما يؤثر علي أدائهم في الوظائف وعلي دخلهم نتيجة المتطلبات المادية من علاج وأدوية وأطباء, كما يؤدي بقاؤهم داخل المنزل خوفا من سلوكه المضطرب خاصة الأم- إلي الاكتئاب و كثرة الخلافات. لذلك يؤكد ضرورة تعاون الأب حتي لا تتحمل الأم وحدها عبء رعاية زوجها وابنها المريض.
وتحدث عن بعض الايجابيات لهذا المرض منها أن بعض أولياء الأمور يغيرون نظرتهم للحياة, ومنهم من يقرر مساعدة الآخرين من خلال مراكز للتعليم لدعم ومساعدة الآباء, وآخرون يصبحون أكثر ايجابية وتقربا الي الله.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *