قد يبدو الأمر سهلا عند التفكير في تأثيث منزل جديد، لكن بمجرد الشروع في تصميم أول غرفة فيه، حتى ندرك مدى صعوبة الأمر، فقد تروق لنا أحيانا قطعة أثاث في منزل أحد الأصدقاء أو ستارة في مسلسل تلفزيوني أو كرسي في أحد الكتالوجات، وبمجرد اقتنائها ومحاولة تنسيقها في بيتنا الخاص، لا تتقبل ذلك العين، ويبدو نشازا وغير متناغم، لتبدأ رحلة بحث جديدة قد تبوء هي الأخرى بالفشل إذا لم يكن لدينا إلمام بفن الديكور.
وهنا يصبح اللجوء إلى أحد المتخصصين، سواء كان «مهندس ديكور» أو «منسق ديكور» حاجة لا بد منها للحصول على بيت يسر العين والقلب. لكن قبل اللجوء إلى أي منهما، لا بأس من معرفة الفرق بين المهمات الأساسية لكل منهما.
وعند تأثيث منزل جديد أو تغيير الديكور القديم، يجب معرفة من المتخصص الذي يجب الاستعانة به، بمعرفة الفرق بين مهندس الديكور ومنسق الديكور.
الأول هو المسؤول عن التصميم المعماري للمكان، أما الثاني فهو المسؤول عن التصميم الداخلي وعلى وضع لمساته الجمالية. وعلى الرغم من البعد في الاختصاصات بين الاثنين، فإنه لا يمكن لأحدهما العمل في معزل عن الآخر.
فالتصميم الداخلي الناجح للمنزل ما هو إلا امتداد للتصميم المعماري المتقن. أحيانا يكون مهندس الديكور دارسا لفن العمارة والتصميم الداخلي معا، فيكون بإمكانه الجمع بين الوظيفتين، فيقوم بأعمالالديكور والتصميم الداخلي معا، وتكون القرارات المعمارية امتدادا للقرارات التصميمية التي اتخذها المصمم المعماري، ونجد هذا متعاملا به مع مهندسي الديكور العالميين.
فهم يتدخلون في تصميم كل شيء، ابتداء من الشكل الخارجي للمنزل إلى نوع خامة الأبواب، مفاتيح الإنارة، لون الستائر، وهذا لتبنيهم فكرة تكاملية العلاقة بين التصميم الداخلي والعمل المعماري الخارجي.
وتكون مهمة مصمم الديكور الداخلي صعبة ومرهقة عندما يكون التصميم المعماري غير جيد، ومع ذلك يبقى من أبرز مهامه إصلاح ما أفسده مهندس الديكور في النواحي المعمارية، كما أن الديكور الداخلي هدفه تأثيث وتجميل المكان بعناصر جديدة ومبتكرة.
وهناك فروق جوهرية بين بعض المهام الفنية لمناحي الديكور، سواء الداخلي أو الخارجي، فمهمات مهندس الديكور تتمحور حول الآتي:
– أعمال النجارة والبناء، كوضع أماكن الخزائن والأبواب والنوافذ وما يجب أن يكون في الواجهات والمقاطع مع توضيح مقاساتها وطرق التركيب ونوعية المواد المستخدمة في الصنع والبناء
– يقوم بأخذ المقاسات وعمل الحسابات لإيجاد أماكن مناسبة للملحقات مثل خزائن الحائط، الأبواب الجانبية، أحواض الزرع أو السمك الثابتة.
– يهتم بعمر مواد التشطيب وثبات ألوان الطلاء وتناسبها مع الموقع الجغرافي.
– مراعاته عند التصميم مداخل ومخارج المنزل وإخضاعها لعوامل الأمن والسلامة.
– تخطيط وتوزيع الحمامات، مع الأخذ في الاعتبار سهولة الدخول والخروج واستخدام مواد للأرضية تمنع الانزلاق.
– تصميم مكان موقد الغاز في وضع آمن ومراعاة توصيلات باقي أجهزة المطبخ.
– يهتم في تخطيطه بأماكن الأجهزة الكهربائية وعدد مفاتيح الإنارة وعدد وحدات توصيل الكهرباء وتناسبها مع مساحة المكان.
مهام منسق أو مصمم الديكور: – اختيار ألوان الأبواب والنوافذ بحسب ملاءمتها لباقي ألوان الطلاء المستخدم، سواء في الداخل أو الخارج.
– اختيار أماكن تعليق اللوحات والصور بحيث تكون مريحة للنظر.
– تحديد الأماكن المثالية لوضع النباتات وتوزيعها حسب الإضاءة الطبيعية والصناعية.
– انتقاء الإكسسوارات والتحف التي تتناغم مع باقي أجزاء الأثاث.
– اختيار ألوان الحوائط وملمس مواد التشطيب عند الانتهاء من العمل، مع الأخذ في الاعتبار اختيار عدم الاحتواء على مواد سامة.
– اختيار أنواع ومواد الأرضيات بناء على الشكل واللون للسجاد والستائر.
– اختيار أطقم الحمامات من منظور جمالي فقط.
– يوضح طريقة ترتيب الأثاث حسب رغبه صاحب المنزل واحتياجاته.
– يراعى عند اختيار ألوان أقمشة التنجيد انسجامها مع باقي المفروشات، وتكون ذات ملمس جيد وذات قدرة على الاحتمال.
– توزيع الإضاءة بشكل يتماشى مع قطع الأثاث الأخرى.
– اختيار الستائر بشكل يراعي مراحل دخول أشعة الشمس لتوفير توزيع جيد للإضاءة مع مراعاة الخصوصية.
– تقديم حلول عملية وآمنة لإمكانية تنظيف بعض وحدات الديكور سواء من الجبس أو الخشب.. الخ.
– عند القيام بأعمال الحفر أو الرسم على الجدران والحوائط يختار منها ما يتناسب مع باقي أجزاء الديكور من أثاث ومفروشات وألوان طلاء».
ولكل من مهندس الديكور أو منسق الديكور مهمات خاصة ومتنوعة، لكن النتيجة تبقى واحدة، وهي الحصول على منزل يرتاح لتصميمه كل من يعيش بين جدرانه أو يقوم بزيارته.