مشاركة المرأة الإماراتية في الانتخابات تعد خطوة طبيعية تكمل باقي الخطوات التي بدأتها الإماراتيات منذ تأسيس دولة الاتحاد، والاعتماد على المرأة بصفتها مكونا رئيسيا للمجتمع وليست مكملاً له. تقول أسماء كلبان (28 سنة) وتعمل موظفة حكومية، إن الرؤية الحكيمة لأولي الأمر داخل الدولة بالسماح للمرأة بالمشاركة في العملية الانتخابية، تتماشى مع روح العصر وسيادة الديمقراطية التي تتيح لكل أفراد المجتمع المشاركة في كل أنشطته ومجالاته ومنها النشاط الانتخابي.
صورة مشرقة
حول ما تتوقعه كلبان من النساء اللواتي سينجحن في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، أكدت أن لديها شعورا كبيرا بأن هؤلاء اللواتي سيحظين بشرف تمثيل بنات بلادهن في المجلس الاتحادي، سيفعلن الكثير من أجل ترسيخ الصورة المشرقة عن المرأة الإماراتية، التي حققت نجاحات في كل المجالات التي خاضتها، والتي جعلتها تتبوأ أرفع المناصب في الدولة، ومنهن من وصلن إلى درجة وزيرة، أو سفيرة وغيرها من الوظائف المرموقة التي يتطلب الوصول إليها إمكانيات شخصية ومؤهلات علمية رفيعة.
من جهتها، أشادت حصة سعيد بهذه النقلة الكبيرة في المجتمع الإماراتي والمتمثلة في خوض النساء انتخابات المجلس الوطني الاتحادي جنباً إلى جنب مع الرجال،
ولفتت إلى أن تلك المشاركة النسائية نتاج طبيعي لغرس بدأه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة، والذي أكد على الدور المحوري للمرأة الإماراتية في عملية النشوء والارتقاء الحضاري التي قامت داخل دولة الإمارات منذ الإرهاصات الأولى للتكوين في القرن الماضي.
وقالت إن ترشيح المرأة سيكون له بالغ الأثر في توضيح الرؤية فيما يخص الكثير من قضايا النساء داخل الدولة، وأيضاً سيسلط الضوء على قوانين وتشريعات من شأنها مراعاة خصوصية طبيعة المرأة، خاصة فيما يتعلق بقوانين العمل والإجازات الخاصة بالحمل والرضاعة، من حيث المطالبة بوضع قوانين جديدة تساعد المرأة في هذه المرحلة المهمة من حياة أبنائها، والتي تترك الأثر في تربيتهم وسلوكهم باقي فترات حياتهم، وهو ما يبرز أهمية إعطاء المرأة مساحة زمانية تستطيع من خلالها القيام بدور الأم على خير ما يرام، دونما أن يؤثر ذلك على مكانتها الوظيفية، وقدرتها على الجمع بين مسؤوليات العمل والمنزل.
وأكدت سعيدة القبيسي (35 سنة) أن ترشيح المرأة الإماراتية في هذا العرس الديمقراطي الذي تشهده الدولة يجعل من الأهمية بمكان الشد على يد أولي الأمر داخل الدولة الذين منحوا المرأة فرصة أخرى لتأكيد دورها المهم في البنيان الاجتماعي والحضاري لدولة الإمارات، وبأنها شريكة للرجل في كافة المسؤوليات والحقوق والواجبات،
ولفتت إلى أن ذلك ليس بغريب على دولة الإمارات التي تقف في الطليعة بين دول المنطقة في نسبة تعليم الفتيات، وأيضاً النساء العاملات، وهو ما يؤكد بشكل واضح وجلي على نجاح المرأة الإماراتية في أي من المجالات التي خاضتها، وبالتالي يعطي مؤشرا على نجاح كثير من هؤلاء المرشحات في تحقيق نسب عالية من الأصوات، وبقدرتهن على اجتياز تلك الانتخابات، ومشاركة الرجال في وضع القوانين والشرائع المختلفة التي تنظم الحياة داخل المجتمع الإماراتي وتساعد على استقراره وتحقيق نهضته.
دلالة واضحة
نهال برهوم (39 سنة)، محاسبة في إحدى شركات القطاع الخاص، على الرغم من كونها غير إماراتية، إلا أن إقامتها في الدولة لأكثر من 12 سنة، جعلتها تعرف الكثير عن المجتمع الذي تعيش فيه، حيث قالت برهوم إن خطوة مشاركة المرأة الإماراتية في الترشح للانتخابات يعطي دلالة واضحة على مدى التقدم الذي حققته المرأة الإماراتية في خلال سنوات قلائل، إلى الحد الذي جعلها تشارك الرجل وبنجاح في كل أمور ومسؤوليات الحياة داخل المجتمع الإماراتي، بالإضافة إلى نجاحها في دورها الرئيسي كأم داخل المنزل، وهو ما نلمسه من سلوك شبان وشابات الإمارات الذين يعطون أجمل صورة عن الشباب العربي الذي يجمع بين مظاهر الحفاظ على الهوية العربية، والأخذ بأحدث الأساليب العلمية في التعليم والعمل، ما جعل الكثير منهم يتبوأ أعلى المناصب على الرغم من صغر أعمارهم، وما كان هذا ليتم لولا دور المرأة الإماراتية الناجح جداً داخل البيت، والذي امتد ويمتد باستمرار خارجه عبر كثير من المظاهر وأخرها وجود نسبة كبيرة من المرشحات الإماراتيات لدخول المجلس الوطني الاتحادي.
وقدمت برهوم التهنئة للمرأة الإماراتية لهذا السبق الذي تدخله، مؤكدة أن العصر الحديث يتطلب من جميع أفراد المجتمع المشاركة في كل فعالياته وأنشطته، ومن ثم فإن وجود المرأة في هذا التجمع الذي يبغي خدمة الوطن يعد إضافة جديدة تحسب لها، ويضعها في مصاف النساء اللواتي يحملن راية التقدم والنهوض داخل بلدانهن. من ناحيتها، ذكرت آمنة أحمد (26 سنة) أن مشاركة المرأة الإماراتية في العمل العام، جزء رئيس في الثقافة السائدة داخل المجتمع الإماراتي، ونجد أن نسبة كبيرة من النساء العاملات أو الطالبات، منتسبات لجمعيات ومؤسسات تطوعية وخيرية كثيرة مثل تكاتف وتم، وغيرها من المؤسسات التي يقوم فيها العمل بالأصل على الجهود التطوعية لأبناء الإمارات سواء من الأولاد أو البنات، مؤكدة أن مشاركة المرأة الإماراتية في العملية الانتخابية تمثل استكمالاً لهذه الحلقة من العمل التطوعي الذي يستهدف مصلحة المجتمع كله.
وحول ما تتوقعه آمنة أحمد من النساء المرشحات في حالة فوزهن، شددت على موضوع التوظيف وضرورة الإسهام في توفير عمل لكل مواطن ومواطنة، والإسراع بعملية التوطين وتعظيم قيمة الاستعانة بالعنصر الإماراتي داخل العمل في أي مؤسسة كونه صاحب الحق الأول في التوظيف سواء كان رجلاً أو امرأة، كما أن خبرته المضافة خلال العمل على مر السنين ستصب في مصلحة دولة الإمارات وتكون رصيداً مستقبلياً لأي مؤسسة أو شركة.
نجاحات نسائية
قال خلفان السعدي (42 سنة) إن مشاركة المرأة الإماراتية في العملية الانتخابية يعد شيئا طبيعيا في ظل الأدوار المهمة التي تقوم بها المرأة الإماراتية في كافة المجالات، والاهتمام التي تأخذه سواء في مجال التعليم أو غيرها من المجالات، فهناك نسبة كبيرة من بنات الإمارات تم ابتعاثهن إلى أرقى الجامعات العالمية وعدن حاملات لشهادات مرموقة جعلتهن يتقلدن مناصب ووظائف مهمة وحساسة، وهذا يؤكد على نجاح المرأة الإماراتية في كل ما يسند إليها من أدوار، ويبشر أيضاً في تحقيق نجاحات نسائية ملموسة في العملية الانتخابية المتعلقة باختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي.
وعن نفسه أوضح السعدي أنه لن يتردد في منح صوته للعنصر النسائي إذا اقتنع بأنها قادرة على طرح الأفكار والقضايا التي يؤمن بها، ولن يضع في حسبانه كونها امرأة، وإنما سيكون معياره الوحيد، هو القدرة على التعبير الصادق عن رأي الشارع، والإسهام بالعلم والخبرة في الحفاظ على منجزات الدولة الكبيرة ويأتي على رأسها رفاهية المواطنين وتحقيق متطلباتهم وحل المشكلات الصغيرة التي قد تطفو على السطح مثل قلة فرص العمل، والتي تبذل الدولة حالياً جهوداً كبيرة في مواجهتها من خلال التشجيع على التوطين، وإتاحة قدر أكبر من فرص العمل تتناسب مع أعداد الخريجين ذوي المؤهلات والدرجات العلمية الرفيعة الذين يزدادون عاماً بعد عام نتيجة الاهتمام من جانب أولي الأمر بالعملية التعليمية والارتقاء بالإنسان الإماراتي في كل النواحي وفي مقدمتها الناحية العلمية للأجيال الجديدة من الشباب الإماراتي.