في هذا الزمن لم تكن الحياة قاسية وباردة مثل الوقت الحالي، كان يوجد انسجام كبير بين كل طوائف المصريين في ذلك الوقت، وفي كل حي من أحياء مصر كان يعيش المسلم مع اليهودي مع المسيحي في مبنى واحد، ولا دخل للأديان في العلاقة بين هؤلاء الثلاثة، وهو الأمر الذي اختفى اليوم، بداية من تهجير اليهود من مصر ثم المشاكل الطائفية بين المسلمين والمسيحيين.
وهذا الانسجام لم يكن في الشارع فقط بل انعكس على السينما والمسرح في مصر، وشهد تاريخ السينما المصرية بزوغ نجم العديد من الفنانين المصريين ذو الأصول اليهودية، ولم تمنعهم ديانتهم أو اختلافهم من إظهار مواهبهم الفنية بل وتحقيق نجاحاً يفوق في بعض الأحيان أغلب الفنانين، ولم تُفرق السينما في منح الفرص الذهبية بين جميع أبنائها.
ونرصد أغرب 9 حكايات عن الفنانين اليهود في مصر.
9-يعقوب صنوع عرف باسم «أبو نضارة»، مؤلف مسرح و صحفي مصري، درس بإيطاليا، وأنشا أول مسرح في مصر عام 1870، لذا يعرف بـ«أبو المسرح المصري»، ألف واقتبس من الأدب الأوروبي حوالي 26 مسرحية، انتقد فيها الفقر والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وفساد القصر وهاجم الخديوي إسماعيل، أصدر أول صحيفة كاريكاتورية في مصر باسم «أبو نضارة» عام 1878، لكن الخديوي إسماعيل غضب وأصدر قرارا بغلقها هي ومسرحه، ونفاه إلى باريس لكنه ظل ينشر الصحيفة بأسماء أخرى لدرجة أنه غير اسمها 12 مرة، مثل «أبو نضارة زرقاء، أبو صفارة، وأبو زمارة، والحاوي»، ما جعل الخديوي إسماعيل يغضب بشدة ويرسل إليه بعض الرسل إلى فرنسا ليتفقوا معه على ضوروة توقف إصدار هذه الصحيفة لكنه كان يرفض ويقول إنه يشعر بمسؤولية تجاه مصر.
8-ارتبط توجو مزراحي، مخرج مصري يهودي، بأعمال الفنان علي الكسار، مثل «الساعة 7»، و«سلفني 3جنيه»، تم اتهامه بالتعاون مع الصهيونية عام 1948، فنُفي إلى إيطاليا حيث أقام هناك وتوقف عن النشاط السينمائي حتى وفاته في 5 يونيو عام 1986.
7-نجمة إبراهيم اسمها الحقيقي، بوليني أوديون، اشتهرت بأدوار الشر مثل «ريا وسكينة»، و«اليتيمتان»، يقال إنها اعتنقت الإسلام قبل وفاتها في 4 يونيو 1976، لكن هناك من يؤكد أنها بقيت على ديانتها اليهودية، وشاركت في تسليح الجيش المصري بعروضها المسرحية.
6-ليلى مراد، قيثارة الزمن الجميل، التي اشتهرت بعدة بطولات سينمائية مثل «غزل البنات»، و«سيدة القطار» أعلنت إسلامها عام 1946، لكن طالتها شائعات عام 1952 تفيد تبرعها لإسرائيل، لكنها ساعدت في قطار الرحمة الثالث لجمع تبرعات لتسليح الجيش المصري، ورفضت ضغوطات لتهجيرها إلى فلسطين، وفضلت البقاء في مصر حتى وفاتها في 21 نوفمبر 1995.
5- نجوى سالم، فنانة مسرحية بدأت مع فرقة الفنان نجيب الريحاني ثم بديع خيري، ومن أشهر أعمالها مسرحية «حسن ومرقص وكوهين» و«لوكاندة الفردوس»، اسمها الحقيقي «نينات شالوم»، أصيبت بوسواس قهري، حيث كانت تشعر دائما أن هناك من يتعقبها ويخطط لقتلها، لكنها أعلنت إسلامها عام 1960.
4-كاميليا أو «ليليان فيكتور كوهين» اشتهرت بفيلم «قمر 14» و«شارع البهلوان»، يقال إن «كاميليا» لم تكن يهودية واختلق تلك الشائعة الكاتب الصحفي، مصطفي أمين، الذي غضب منها لسبب غير معروف، والحقيقة أنها من أصل إيطالي ثمرة علاقة بين أمها مع تاجر أقطان إيطالي مسيحي هرب إلي روما بعد أن خسر كل أمواله في بورصة القطن فنسبت في شهادة ميلادها إلي يهودي يقطن في البنسيون الذي كانت تملكه أمها «أولجا» وسميت، ليليان فيكتور كوهين، وإن كانت قد عمدت كمسيحية كاثوليكية بكنيسة القديس يوسف، وظلت محظية للملك فاروق لمدة 3 سنوات ثم توفيت إثر حادث طائرة عام 1950، يقال إنه مدبر بعد تأكد اتصالها بالموساد الإسرائيلي وتجسسها على فاروق لصالح إسرائيل.
3-راقية إبراهيم اسمها الحقيقي «راشيل إبراهام ليفي» حصلت على البطولة في عدة أعمال مثل، «رصاصة في القلب» و«ملاك الرحمة»، عرفت بإيمانها العميق بالكيان الصهيوني واشتراكها في اغتيال العالمة المصرية، سميرة موسى عام 1952، لكنها هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتركت الفن واتجهت للتجارة، وامتلكت متجرا لبيع المنتجات والتحف الإسرائيلية بولاية نيويورك، ولم يعرف حتى الآن إن كانت توفيت أم لا.
2-إلياس مؤدب، فنان الكوميدي اشتهر بإلقاء المونولوجات بعدة لغات منها العربية والفرنسية، واشتهر بعدة أفلام مع إسماعيل ياسين، مثل «حلال عليك» و«بيت النتاش»، وبرغم أصوله اليهودية رفض الهجرة لإسرائيل، وتم اتهامه في شبكة للتجسس، لكن أثبتت التحقيقات براءته، ولم يترك مصر بعدها حتى وفاته في 28 مايو عام 1952.
1-كيتي، راقصة يهودية اسمها الحقيقي «كيتي فوتساتي»، شاركت إسماعيل ياسين بطولة عدد من أفلامه مثل «عفريتة إسماعيل يس» و«متحف الشمع»، واختفت في الستينات فترددت شائعات حول تورطها في شبكة جاسوسية وأخرى حول ارتباطها برأفت الهجان، الذي كتب في مذكراته عن علاقة جمعته بفتاة ُدعى«بيتي»، وصفها بأنها راقصة مراهقة، طائشة وتكبره بعام واحد، فاتجهت الآراء إلى كيتي .