لطالما صاحبت الراقصات في مصر شائعاتٌ أخلاقية، وعدد من القصص التي تشيع انخراطهن في العمل السياسي لخلق فضائح أو تصفية حسابات، لكن القليلات كن لهن أدوارًا وطنية، وفي الوقت نفسه كان منهن جاسوسات، وكأنهن يجازفن بحياتهن حاملات أكفان أطرافها بـ”صاجات”، ونهايتها بيد أجهزة مخابرات، للتبرأ من الذنب تارة، أو لاستقبال خاتمة بطعم جزاء من ضحى بروحه لأجل وطنه.
ونرصد في هذا التقرير 6 قصص لأشهر الراقصات دارت حولهن أساطير كثيرة.
6. حكمت فهمي
من التمثيل في فرقة على الكسار، والرقص بفرقة بديعة مصابني، إلى الاتهام بالجاسوسية، ربما هو تدرجٌ فني غير منطقي في حياة فنانة، لكنه يحمل منطقية ما بالنسبة لـ«حكمت».
في الأربعينيات، بعد الشهرة الواسعة التي لاقتها «حكمت» في الوسط الفني، وتحديدًا بعد حادث حصار قصر عابدين عام 1942، وإنذار البريطانيين للملك فاروق، بتعيين النحاس باشا رئيسا للوزراء، ورضوخ الملك لهذا الأمر، أخذت «حكمت» عهدًا على نفسها –بحسب كتاب «تاريخ يكتبه أهل الفن» لحنفي المحلاوي- أن تنتقم من الإنجليز، وهو ما دفعها للتعاون مع الألمان ضدهم.
ذكر ليونارد موزلي، في كتابه «القطط والفئران»، أن «فهمي» كانت حلقة الوصل بين الجاسوسين الألمان الذي تعاون معهما «السادات» ضد الإنجليز.
5. كيتي
راقصة يونانية الأصل، وإسكندرانية المولد، تميزت برشاقتها وخفتها، شاركت في عدد من الأفلام أكثرها مع الفنان إسماعيل يس، لكن جانبًا آخر من حياتها سبب لها المتاعب.
الراقصة التي اشتهرت على صعيد التمثيل والرقص، اختفت فجأة بعد هجرتها من مصر، قيل إنها على علاقة بإسرائيل وعملت كجاسوسة لصالح الموساد، وإنها هربت بعدما تم الكشف عن نشاطها.
وهناك قصة أخرى ربطتها بالجاسوس المصري المعروف رفعت الجمّال، الشهير بـ«رأفت الهجان»، وأنه كان على علاقة بها في مرحلة مبكرة من حياته عندما كان يعمل في مجال الفن، ورجحت تلك القصص مذكرات «الجمال» نفسه، حيث ذكر أنه كان على علاقة براقصة تُدعى «بيتي»، رجّحت الآراء أنها «كيتي».
وودارت قصة مغادرتها مصر سببين؛ إما اتهامها بالجاسوسية، أو تنفيذًا لقرار ترحيل الراقصات الأجنبيات كونها يونانية الأصل.
4. تحية كاريوكا
الراقصة بنت مدينة الإسماعيلية، ربما وُلدت ومعها شيئًا من وطنية مدينتها، فلم يمنعها الفن من أن يكون لها موقفًا واضحًا من الاحتلال، ولم تكتفِ بالرفض فحسب، لكنها وكما قال سمير صبري دعمت المقاومة والفدائيين وخاصة في مسقط رأسها؛ الإسماعيلية، وكانت هي من أخفت «السادات» بعد حادث اغتيال أمين عثمان، وعاش عامين في مزرعة صهرها، ولم تنته مواقفها السياسية بعد ثورة يوليو، فقد تدربت على حمل السلاح خلال العدوان الثلاثي، ثم دعمت الجيش وجمعت التبرعات له بعد النكسة وباعت مجوهراتها للقضية نفسها، وهو ما جعل جمال عبدالناصر يقول لها «إنتي ست بمية راجل يا تحية»، كما أنها ساعدت في نقل الأسلحة للجنود خلال حرب الاستنزاف.
وقد قضت «كاريوكا» 100 يوم في السجن بعدما تم القبض عليها مع زوجها مصطفى صدقي، ضابط الحرس الحديدي، بتهمة قلب نظام الحكم.
لم يكن «السادات» الوحيد الذي أخفته «كاريوكا» عن السلطات، فقد أخفت اليساري صلاح حافظ، ذو المقالات اللاذعة، في عهدي «ناصر» و«السادات»، كما أنها كانت عضوًا نشطًا في حركة «حدتو» الشيوعية السرية.
3. سامية جمال
راقصة شهيرة أحبت فريد الأطرش، لكن الأخير الذي كان يومًا ما أميرًا بسوريا، لم يرض الارتباط بـ«الفلاحة».
ذكر مصطفى أمين، في كتابه «ليالي فاروق»، أن الملك رآها في جلسة رومانسية مع «الأطرش» في أحد المحلات، فقرر الارتباط بها، ويبدو أنه قرر لعب دور العزول، وأن ذلك كان غيظًا في «فريد» لأن الملك كان لا يطيق «سامية»، وكان يسميها «سمجة جمال»، لكنه استدعاها لإحياء حفل في القصر، قضى بعدها الليلة معها باستراحته في حلوان، ومنذ ذلك الحين أصبحت سامية جمال، الراقصة الرسمية للقصر، طبقًا لكتاب «أمين».
2. كاميليا
اليهودية الجميلة، الممثلة والفنانة الاستعراضية التي أحبها الملك فاروق، بعد أن شاهدها خلال جلسة جمعت بينها والفنان أحمد سالم، مكتشفها الأول، وأعجب بها، وفشلت محاولات «سالم» في الحفاظ على نجمته من الانخراط في علاقة مع الملك.
تعرفت «كاميليا»على «فاروق» بعد فترة، وتوطدت العلاقة بينهما، وترددت أقاويل غير مؤكدة عن عملها لصالح إسرائيل، كما تردد في الوقت نفسه أنها تعرفت على الملك لنقل معلومات سياسية.
كانت حياتها مليئة بالغموض، وانتهت بغموض أيضًا عندما لقت مصرعها في حادث طائرة كانت متجهة إلى روما وسقطت في محافظة البحيرة في 31 أغسطس 1950.
1. نجوى فؤاد
ترددت أقاويل كثيرة حول علاقة جمعت بين نجوى فؤاد ووزير الخارجية الأمريكي في السبعينيات هنري كيسنجر، حتى أن جريدة «الشرق الأوسط» نشرت حوارًا مع «فؤاد» ذكرت خلاله أن «كيسنجر» تقدم لخطبتها لكنها رفضته، وهو ما جعله يتزوج من أخرى تشبهها تُدعى «نانسي»، حسب «الشروق».
إلا أن «فؤاد» نفت كل ما أشيع حول هذه القصة في حوار لها مع «المصري اليوم»، أكدت خلاله عدم صدق ما تردد، موضحة أنها كانت الراقصة التي وقع عليها الاختيار لإحياء حفل استقبال وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت، وذكرت أنها رقصت له في 4 حفلات، وأن «كيسنجر» كان بصحبة زوجته «نانسي» وطاقم حراسته،
وعلى الجانب الآخر؛ ذكر «كيسنجر» في مذكراته أنه كان مفتونًا بالراقصة نجوى فؤاد، وأنه كان يحرص على التأكد من وجودها في مصر، ويسأل عن أماكن تواجدها قبل زيارته.