«خايف اني أحب، وخايف ينسى الحب يوم يقابلني، خايف أجرب، خايف أهرب، خايف أقرب يبعد عني».. على عكس خوفه من الحب في تلك الأغنية وصراعه مع نفسه الواضح في كلمات «أندم لو حبيت وقسيت وأندم لو عمري ما حبيت»، إلا إن الراحل عبد الحليم حافظ طافت في حياته قصص غرامية كانت أوقاتًا أحد وسائل التخفيف عن آلامه الجسدية التي عانى منها حتى لحظاته الآخيرة، وأوقاتًا آخرى سبباً في زيادتها.
وبين قيل وقال عن الحسنوات في حياة العندليب الأسمر، وتفاصيل كثيرة ينفيها المقربون منه ويؤيدها البعض الآخر، تظل كلمات «موعود معايا بالعذاب يا قلبي» أدق ما يوصف عن حكاية عبد الحليم حافظ مع النساء.
ونرصد في ذكرى وفاة عبد الحليم حافظ، أبرز القصص الغرامية التي خفق لها قلبه.
5. سعاد حسني
عند ذكر الحب وقصصه في حياة العندليب، أول من يخطر ببالك هي السندريلا، وتكاد تكون هي قصة الحب الوحيدة المتفق عليها بين جمهور وأقارب وأصدقاء عبد الحليم حافظ، وهي أيضاً الحبيبة الوحيدة المشهورة.
جمعت بينهما قصة حب قوية، وبالرغم من الشائعات الكثيرة حول زواجهم من عدمه، آكد الفتى الأسمر حبه لها في مذكراته قائلاً: «نعم أحببت سعاد حسنى، والذى جمع بيننا هو الحنان لأنها عاشت مثلي طفولة قاسية، وعلمّتها كيف تختار حياتها، وعندما تمردت على صداقتي أحسست أنها نضجت، وسعاد كانت تتصرف بتلقائية مع الناس وتلقائيتها تسىء إليها، لكن فيها ميزة رائعة وهى الوفاء لأسرتها».
ويؤكد على كلامه طبيبه الخاص، الدكتور هشام عيسى، الذي طرح كتاباً بعنوان «حليم وأنا» فيروي، حسب بوابة الأهرام الإلكترونية: «كانت سعاد هي الحب الحقيقي في حياته وهي المرة الوحيدة التي استقامت رغبته مع قراره بالزواج»، متابعا:ً «وأكاد أقول أنه كان يبحث في كل مرة عن سعاد حسني أخرى».
وعلى الطرف الآخر، أرسلت له سعاد حسني يوم 8-6-1963 رسالة قصيرة بعد خروجه من المستشفى، ترحب بعودته إلى الاستوديو، متمنيه له دوام الصحة والحب.
4. بطلة «بتلوموني ليه»
قصة السيدة المتزوجة التي عشقها حليم ولم يتزوجها بسبب وفاتها والتفاصيل الكثيرة التي وضعها مؤلفي مسلسلات وأفلام حياة حليم، ينفيها طبيبه -الذي كان قد أرتفعت علاقتهما ليكونوا أصدقاء مقربين- عبر صفحات كتابه الصادر عن «دار الشروق» قائلاً: «السيدة حقيقية ونعلم جميعاً اسمها ونعلم أنها كانت على درجة كبيرة من الجمال، وكانت متزوجة لهذا كان الزواج منها مستحيلاً طوال الوقت، وعندما ماتت بمرض في المخ وهي بعد شابة، حزن حليم وعاش الدراما لدرجة التصديق وقال إنه غنى لها بتلوموني ليه».
3. فتاة مجهولة
أما صاحبة تلك القصة هي مجهولة حتى للمقربين من العندليب، يبدو أنه كان شديد الحرص أن تبقى تلك العلاقة بينهما فقط، حتى يبعد أي نوع من الشائعات أن تفسد صفو تلك المشاعر، وحسب ما روى الإذاعي «وجدي الحكيم» وهو أحد أصدقاء العندليب المقربين: «إن الشخص الوحيد الذي شاهد حبيبة عبد الحليم هو عبد الفتاح سائقه الخاص، الذي كان العندليب يأتمنه على أسراره. وعندما كنا نسافر خارج البلاد مع عبد الحليم كان يلتقي بها في سرية شديدة، وفي إحدى المرات سألت الملحن بليغ حمدي عن سر علاقة عبد الحليم بهذه السيدة، فأخبرني بأنه لا يعرف أكثر مما أعرف»، وتابع: «وعرفت بوفاتها من خلال حالة الحزن الشديد التي عاشها عبد الحليم، وقد شعر الجميع بما مرّ به وقتها، وكان دائم السفر إلى الإسكندرية حيث التقاها للمرة الأولى».
ولهذة الفتاة الإسكندرانية رواية آخرى، سردها الدكتور هشام عيسى في كتابه، قائلا: «في شاطئ العجمي، أحب حليم فتاة في عمر الزهور، وخطر له أن يعيد تجربة الزواج هذة المرة معها، وخطبها بالفعل وحضرت هذة الواقعة بنفسي».
2. حب من طرف واحد
كان للعندليب بيتا في حي الرملة البيضاء في العاصمة اللبنانية، وكان يسافر بيروت من وقت للآخر، فظهرت في حياته سيدة لبنانية أحبته كثيراً وكانت إحدى سيدات المجتمع اللبناني المعروفة بسبب الصالون الاجتماعي الذي تملكه، وأكدت هذه القصة مجلة هلا اللبنانية Halamagazine، مشيرة إلى أنها «كانت تمثل القاعدة الرئيسية في حياته، فهي كانت ترعى شؤونه في البيت فقد كانت سيدة صالون راقية و تغار عليه و تحبه كثيراً.. حليم لم يكن يلعب دور الدون جوان الذي يضحك على عقول البنات، كانت تصرفاته تلقائية ولطيفة».
1. «سلمى» فتاة باريس
آخر تلك القصص التي كان الفراق هو نهايتها أيضاً، وقعت في فرنسا، فكانت زوجة صاحب المحل الذي يشتري منه حليم بعض الهدايا، جزائرية الأصل ومن أشد المعجبين بالفتى الأسمر، وعند إدراك زوجها أن مطرب زوجته المفضل «زبون» للمحل أخبرها، فيما يسرد كتاب «حليم وأنا» لمؤلفه دكتور هشام عيسى: «تم التعارف بيننا وأصبح الثنائي هو المحطة الدائمة لنا في كل مرة نهبط فيها إلي باريس بينما بدا واضحا أن المرأة قد استبد بها غرام يفوق الخيال لحليم».
وتابع تفاصيل القصة: «في بيروت بدأت الخلافات تستفحل بين سلمى وزوجها، وساءت الحال بينهما وبدأت الغيرة تأكل قلب الزوج فكان يعتدي عليها بالضرب لأتفه الأسباب، ثم يعتذر لها ويناشدها الصفح، كان يحبها بجنون، ورغم ذلك فقد أحب حليم لأنه كان على بينة كاملة من موقفه منها».
وفي إحدى المرات منعت الظروف دكتور عيسى أن يسافر إلى فرنسا، فقال: «لم أتمكن من السفر فطلبت من أحد أصدقائي المسافرين إلي هناك أن يذهب إليهما في محل الشانزليزيه بعد أن وصفت له العنوان ويطلب منهما مساعدته، عاد الصديق ليخبرنني أنه وجد المحل مغلقًا بسبب وفاة صاحبه وزوجته وأنه قرأ ذلك مكتوباً علي ورقة معلقة هناك».
وعن ردة فعل حليم عند معرفته خبر وفاة «سلمى» التي باتت مهووسة به، تابع شهادته قائلاً: «لم يبك حليم في حياته كما بكى هذه المرة وانطلق يلوم نفسه وهو غير مذنب، وتمتلكه حالة من الاكتئاب واليأس والعزلة ولم يخض بعدها أي تجربة عاطفية، ولم يلتفت إلى أي امرأة حتي النهاية. كان ذلك قبل عام واحد من وفاته، وفي السابق لم تكن تمضي عليه مثل هذه المدة دون حب جديد يعقبه فراق آخر».