يقول الشاعر أمين حداد في قصيدة نقلها أحمد خالد توفيق: «(القصري) ع الحصيرة.. وزينات صدقي تزغرد.. وترد الزغاريد.. عالم عبيط عبيط.. عبيط عبيط وماله؟.. ما هو ده جماله.. يغور الكون بحاله.. ويحيا إسماعيل ياسين».
بتلك الكلمات البسيطة وصف «حداد» الابن عالم زينات صدقي وإسماعيل يس وعبدالفتاح القصري، مؤكدًا أنه حتى ولو كان عالم عبيط، فليحيا هذا العالم وليسمع في أرجاءه زغاريد زينات صدقي.
تلك الزغاريد التي ظلت «زينات» تحلم بها في السينما لسنوات حتى أطلق عليها لقب أشهر «عانس» في السينما المصرية، التي تقدمت بأشهر إعلان زواج في مصر حتى صار دليلًا تمشي عليه الفتيات الراغبات في الزواج.
«يعنى أنا اللي هفضل كده من غير جواز؟! ده حتى مش كويس على عقلي الباطن».. صيحة أطلقتها «الجميلة زينات» حتى تحرك مشاعر هؤلاء العميان الذين بعدوا عنها لأجل «لسانها اللي زي المبرد»، كما قال لها «حسب الله السادس عشر»، الذي تزوجها ضمن أحداث فيلم «شارع الحب» وهو «مغمض العين مسدود الأنف والأذن والحنجرة».
عالم «زينات» كان جميلًا حقا على الأقل لمن حولها الذين عاشوا في سعادة فقط لوجودها في حياتهم، حتى وإن لم ترَ هي تلك السعادة في أحلك اللحظات، حتى وفاتها في مثل هذا اليوم.
وترصد «المصري لايت» 40 معلومة عن «زينات» بمناسبة ذكرى وفاتها.
40. ولدت في 4 مايو 1913، في حي الجمرك بالإسكندرية، واسمها الحقيقي زينب محمد مسعد.
39. التحقت بالمدرسة الإلزامية ثم الابتدائية لكن أهلها منعوها من استكمال الدراسة، وقرروا تزويجها في سن صغيرة.
38. تزوجت لأول مرة وهي في الـ15 من عمرها، وكان أحد أقاربها، وذكر موقع «الأهرام» أنه كان ابن عمها وكان يعمل طبيبًا، لكن الزواج لم يكمل عامًا واحدًا، حيث تم الطلاق بعد 11 شهرا فقط.
37. تزوجت بعد فترة قصيرة من ملحن مغمور يدعى إبراهيم فوزي، وفقًا لموقع «الشرق الأوسط»، لكن تلك التجربة انتهت بالطلاق أيضا، وهو ما نفاه موقع «الأهرام» مؤكدا أنها لم تتزوج من «فوزي».
36. بدأت التعلق بالفن، ودرست في معهد «أنصار التمثيل والخيالة»، الذي أسسه الفنان زكي طليمات.
35. بدأت حياتها الفنية بالعمل كمونولوجست وراقصة في الأفراح الشعبية في الإسكندرية، لكن أسرتها اعترضت على ذلك وأصروا على تركها العمل الفني، فاضطرت إلى الهرب منهم وسافرت إلى الشام، وبالتحديد إلى لبنان.
34. رافقتها في رحلة هروبها إلى الشام صديقة لها كانت تدعى خيرية صدقي، ومن هنا جاء لقبها فاختارت أن يكون اسمها زينب صدقي.
33. قامت بالغناء في الشام، وقابلت هناك أحد الأشخاص الشوام الذي أعجب بغنائها، فألف لها أغنية بعنوان «أنا زينات المصرية خفة ودلع، أرتيست لكن فنية، أغني وأتسلطن يا عينيا، تعالى شوف المصرية»، ونجحت هناك نجاحًا كبيرًا وأصبح اسمها يتردد بين الأوساط الفنية اللبنانية.
32. انضمت إلى فرقة أمين عطا الله وقدمت عددًا من المسرحيات، لكنه فصلها من الفرقة بعد أن ارتجلت حوارا كوميديا أثناء تأديتها لأحد المشاهد المأساوية أو التراجيدية على المسرح، فحولت المشهد إلى ضحك هستيري.
31. أنهت «زينات» حياتها الغنائية، بعد واقعة سيئة حدثت لها في لبنان، حيث كانت تغني ذات مرة في أحد المحلات اللبنانية التي دعيت إليها المطربة فتحية أحمد، وبدأت «زينات» غناء أول أغنية وكانت بالمصادفة هي أغنية «فتحية»، فظنت الأخيرة أن «زينات» تحييها، ولكنها فوجئت بأنها غنت أغنياتها الثانية والثالثة أيضا لـ«فتحية»، وكانت «زينات» لا تعرف أنها أغاني المطربة المصرية، لكن حظ «زينات» السيئ جعل «فتحية» تغضب غضبَا شديدَا لذلك وقامت بالجري ورائها في وسط المحل وضربتها أمام الحاضرين.
30. قررت بعد تلك الواقعة أن تترك الغناء ولبنان معا، وتعود إلى مصر، وكانت «زينات» تعرفت على بديعة مصابني في لبنان، وطلبت منها الانضمام لفرقتها بمصر، فقررت أن تعود مصر لمقابلة «بديعة».
29. عملت ضمن فريق «الكورال» في فرقة بديعة، ثم عملت كراقصة أيضَا في نفس الفرقة، لكنها لم تسعد بالرقص أو الغناء، فعرضت عليها «بديعة» العمل كممثلة في فرقة نجيب الريحاني.
28. ضمها «الريحاني» إلى فرقته واختار لها اسم «زينات»، لعدم الخلط بينها وبين الفنانة زينب صدقي، وبدأت العمل في الفرقة كومبارس، ثم حلت بديلة لبطلة الفرقة التي اعتذرت ذات مرة عن الدور، وأدت دور فتاة خادمة سليطة اللسان، في مسرحية بعنوان «الدنيا جرى فيها إيه».
27. استطاعت أن تؤدي الدور بنجاح شديد، وأدى نجاحا إلى أن طلب «الريحاني» من بديع خيري أن يكتب لها دور خصيصًا في المسرحية.
26. وذكرت جريدة «الشرق الأوسط» أنه في إحدى الليالي التي كانت تقدم فيها الفرقة عروضها المسرحية، قرر الملك فاروق حضور العرض، فارتبكت «زينات» ونسيت دورها، فقام «الريحاني» بلطمها على وجهها، قائلا إن عليها عدم النظر إلى الحضور مهما كانت مراكزهم، فاستعادت «زينات» تركيزها وبدأت العمل من جديد.
25. يرجع الفضل إلى «الريحاني» في اختياره لها شخصية الفتاة العانس أو الخادمة سليطة اللسان، وهو ما ميزها طوال عمرها.
24. بدأت العمل في السينما في منتصف الثلاثينات، وقدمت دورا في فيلم بعنوان «الاتهام»، عام 1934 ثم فيلم «بسلامته عاوز يتجوز»، 1936، ثم قدمت أول أدوارها السينمائية المعروفة عام 1937 في فيلم «وراء الستار».
23. برعت في أدوارها الثانوية فكانت دائمًا خادمة البطلة أو صديقتها، لكنها استطاعت أن تؤدي تلك الأدوار ببراعة، حتى أن الجميع كان يتذكرها بشكل أكثر تأثيرا من البطلة، وبالأخص في الأدوار التي شاركت فيها إسماعيل يس وعبدالفتاح القصري، وعبدالسلام النابلسي.
22. قدمت فيلمًا واحدًا من بطولتها عام 1960 بعنوان «حلاق السيدات»، أمام عبدالسلام النابلسي، وإسماعيل يس، وكان الفيلم محاولة من «النابلسي» أن يؤدي دور البطولة في أحد الافلام.
21. انضمت إلى فرقة إسماعيل ياسين،عام 1954، بعد وفاة نجيب الريحاني، وكونا معًا ثنائيًا ناجحًا للغاية، وشاركا في العديد من المسرحيات الناجحة، وارتبطا في أذهان المصريين ببعضهما البعض.
20. رغم حبها لإسماعيل يس إلا أنها كانت تخاف من عينه التي كانت تراها «حسادة»، وكان حين يسألها: «عاملة إيه؟»، كانت ترد: «الحمد لله»، ثم ترسم عروسة و«تخرمها» خوفًا من الحسد.
19. شهدت تلك السنوات نجاحًا مبهرًا للفرقة، وكانت «زينات» ضلعًا أساسيًا فيها، حتى أنه يحكى أن مدير محل «جروبي» بوسط البلد طلب البوليس ذات مرة خوفًا من تكسير المحل، لتزاحم الجمهور عليه لرؤيتها حين كانت هناك ذات مرة، ورغم أنها كانت تتخفى وراء نظارة سوداء إلا أن الجمهور عرفها وتهافت للسلام عليها.
18. كانت تصر ألا تحفظ أدوارها، حتى تستطيع الارتجال وقتما تشاء وتطلق النكات والإفيهات الكوميدية، فكانت تتقمص الشخصية وتتحدث كما لو أن هذا الدور من لحم ودم.
17. كانت «بريمو السينما» حتى أنها قدمت 10 أفلام، عام 1950، وفي عام 1951 قدمت 7 أفلام، ثم في عام 1953 قدمت 18 فيلمًا، وفي عام 1954 قدمت 21 فيلمًا.
16. تزوجت من أحد الضباط الأحرار والده كان عمدة، وفقًا لموقع «الأهرام»، وكانت تحبه بشدة، وقالت عنه، وفقا لموقعي «الشرق الأوسط»، و«الأهرام» إنه حبها الأول والأخير لكنها انفصلت عنه أيضًا بسبب طلبه أن تترك الفن، لكنها رفضت وتفرغت تمامًا للفن.
15. بعد إغلاق فرقة إسماعيل يس، عام 1960 انضمت لفرقة الفنانين المتحدين ثم «ساعة لقلبك»، لكنها لم تستطع العمل وظلت في بيتها لسنوات قدمت فيها أفلام قليلة جدًا، حتى قدمت آخر دور لها عام 1976 في فيلم «حكاية بنت اسمها محمود».
14. يقال إنها كانت شخصية إنسانية لأبعد الحدود، وكانت تساعد الفقراء واليتامى باستمرار، وذكر موقع «الأهرام» أنها كتبت على مدفنها اسم «مدفن عابري السبيل» بدلا من مدفن زينات صدقي، وذلك بعد أن طلب أحد عمال المسرح أن يدفن والدته في مدفنها الخاص لأنه لا يجد مدفنًا، فقررت أن تجعل مدفنها للصدقة، وأنشأت «حنفية» مياه لأهل المنطقة الذين كانوا يشترون جراكن المياه للشرب منها، وكتبت عليه «لا تنسوا قراءة الفاتحة على روح زينب محمد سعد».
13. كانت تحب الخياطة والتريكو، وكانت تصمم معظم ملابس شخصياتها بيدها خاصة الغريبة منها، وهي صاحبة فكرة أن يكون اسمها «ترتر» في فيلم شارع الحب، كما أنها هي التي اخترعت «الوسادة» التي أطلقت عليها «الوسادة الخالية»، ورسمت عليها صورة عبد السلام النابلسي أو «حسب الله السادس عشر»، في نفس الفيلم.
12. كان لديها «وسواس النظافة» فكان من المحظورات الاقتراب من أدوات طعامها، وكانت تغسل الخضروات والفواكه بالماء والصابون.
11. ذكر موقع «الأهرام» أن العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ قال في أحد حواراته إنه لا يستطيع أن يتمالك نفسه من الضحك وهو يقف أمامها في معظم الأفلام التي جمعتهما.
10. قالت عنها الفنانة شادية إنها أثناء تصويرها فيلم «موعد مع الحياة»، من إخراج عز الدين ذوالفقار، لم تستطع غناء أغنية «ألو ألو احنا هنا»، لأن شكل «زينات» وتعبيرات وجهها الضاحكة لم تجعلها تتمالك نفسها من الضحك، فقرر المخرج أن تقف «زينات» خلف شادية وفاتن حمامة حتى يستطيع تصوير المشهد.
9. توفى والدها وهي في سن صغيرة، وكانت مرتبطة بوالدتها بشكل كبير، وأبلغها الطبيب ذات مرة أن والدتها لن تتحرك إلا على كرسي متحرك، ورغم ذلك فإن «زينات»، وفقًا لموقع «الأهرام»، كانت تشترى لوالدتها أحذية كثيرة وتفصّل لها الفساتين، كي تعطي الأمل لوالدتها، وظلت تقول لها: «سوف تمشين على قدميك الشهر المقبل».
8. تلقت خبر وفاة والدتها في المسرح أثناء استعدادها لتقديم عرض مسرحي برفقة إسماعيل يس، ورغم حزنها إلا أنها أصرت على تقديم العمل، وانهارت من البكاء في غرفتها، ثم ظهرت على المسرح وقدمت دورها الكوميدي الضاحك، وأبهرت الجمهور وزملائها معًا، وبعد انتهاء العرض أخذ إسماعيل ياسين يدها وخرج بها إلى الجمهور، وحكى لهم ما حدث، فوقف لها الجمهور احترامًا وصفق لها ربع ساعة متواصلة تقديرًا لها.
7. في الستينات اضطرت إلى بيع أثاث بيتها بالكامل، وكان غالي الثمن، من أجل تسديد الضرائب، واشترت أثاثا آخر أقل منه في الثمن، وقيل إنها فعلت ذلك حتى تؤمن لنفسها المال بعد أن تدهور بها الحال.
6. في أواخر الستينات كتب الناقد الفني بجريدة الأخبار، جليل البنداري مقالًا قال فيه: «لم أصدق أن فنانة عظيمة من تلميذات (الريحاني) يحدث لها هذا، إن أخف الممثلات دما تبيع أثاث بيتها قطعة قطعة من أجل الطعام».
5. كرمها الرئيس الأسبق محمد أنور السادات عام 1976 في «عيد الفن»، وطلب تكريمها بالاسم، وأعطاها «شيك» بقيمة 1000 جنيه، ومنحها معاشًا استثنائيًا، وقيل إن الفنانة هند رستم هي التي أعطتها جيب وبلوزة كي تحضر به الحفل بعد أن كان الحال تدهور بها ماديًا.
4. كان السادات يحبها ويقدر فنها بشدة، حتى أنه دعاها لحضور فرح ابنته، وفقًا لموقع «الأهرام» الذي أكد أن السادات أعطاها رقم تليفونه الخاص وقال لها: «أي شيء تحتاجي إليه أطلبيه فورًا يا (زينات)».
3. قالت في أواخر أيامها: «أنا الطبيب الذي يداوى الناس وهو عليل، أمنح الجميع الضحك ولكنني أفتقد من يضحكني»، وفقًا لما نقله موقع «الأهرام».
2. أصيبت بهبوط في القلب وماء على الرئة وظلت تعاني من المرض لفترة قصيرة.
1. رفضت الذهاب للمستشفى أو تلقي العلاج على نفقة الدولة، حتى توفيت في 2 مارس 1978.