تراها فتاة عشرينية رقيقة، لم يمحو الزمن بهجتها حتى بعد رحيلها عن الدنيا، مريضة نفسية أحيانًا، رومانسية دائمًا، تدفعك إلى أن تعشق الجمال في جمالها، كل شيء فيها يقودك إلى الدهشة، جمالها، فنها، حياتها، حبها، زواجها، طلاقها، وموتها.
في مثل هذا اليوم من عام 1943، وُلدت سعاد حسني، سندريلا الشاشة، التي كانت لغزا كبيرا حتى وفاتها.
و نرصد 3 جوانب غامضة في حياة السندريلا.
3. الزواج من العندليب
من الجوانب الغامضة في حياة سعاد حسني قصة زواجها من المطرب الراحل عبد الحليم حافظ، فهناك من يؤكد أنهما تزوجا «عرفيًا»، وهناك من يعترف بوجود قصة حب بينهما، لكن لم تنته بالزواج، بسبب رفض «السندريلا».
في كتابه «حليم وأنا» الصادر عن دار الشروق، يقول الدكتور هشام عيسى، الطبيب الخاص لـ«العندليب»، إن المغرب كان البلد الذي شهد بداية قصة حب «سعاد» و«عبد الحليم»، حينما قررت إذاعة «صوت العرب» عام 1961 تنظيم رحلة إلى المغرب، تقام خلالها حفلات غنائية عدة يخصص دخلها لضحايا الزلزال المدمر، الذي وقع في مدينة أغادير المغربية يوم 29 فبراير 1960.
ويضيف: «خلال الرحلة وصلت قصة الحب بين حليم وسعاد إلى ذروتها، عاش العاشقان أسعد أيامهما واتفقا على الزواج، لكن سعاد رفضت الفكرة فجأة، وبررت رفضها بتخوفها من التحول إلى ربة منزل لا شغل لها».
ويتطابق حديث طبيب «العندليب» مع حديث الفنان سمير صبري، الذي أكد عدم زواج «سعاد» و«عبد الحليم».
وقال «صبري»، في حوار مع برنامج «بين اتنين» على قناة «المحور»: «ناس كتيير قوي بتقول إن عبد الحليم حافظ تزوج سعاد حسني، وبيحلفوا ويأكدوا، لكن (سعاد) قالتلي قبل وفاتها بسنة في لندن، إنها حبت عبد الحليم قوي، وهو حبها قوي، لكن لم يتزوجا».
فيما أكدت جنجاه عبدالمنعم حافظ، الأخت غير الشقيقة لـ«سعاد حسني»، أن الأخيرة تزوجت عرفيًا من عبد الحليم حافظ في الستينات.
وقالت في حوار لها مع الإعلامي طوني خليفة ببرنامج «الشعب يريد»، أذاعته فضائية «القاهرة والناس»، عام 2011: «(سعاد) كانت متزوجة من (عبد الحليم) في أوائل الستينات، وقسيمة الزواج كانت معها في لندن، ووالدتي رأتها».
الإعلامي مفيد فوزي، أكد هو الأخر قصة زواج «السندريلا» و«العندليب»، في حوار مع الإعلامية رولا خرسا، ببرنامج «البلد اليوم» على قناة «صدى البلد».
وقال «فوزي»: «سعاد حسني شخصيًا هي من أخبرتني بخبر زواجها من عبد الحليم عرفيا أثناء وجودنا في باريس، وكان لديّ تسجيل لذلك، إلا أنه احترق أثناء نشوب حريق بمنزلي».
وفي حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية بتاريخ 4 مايو 2007، قال الإعلامي عبد الحكيم، الذي جمعته صداقة قوية بعبد الحليم حافظ، إن الأخير تزوج «سعاد» عرفيًا لمدة 6 سنوات، مضيفًا: «أصدقاء عبد الحليم وأنا منهم كنا نعرف به، وأنا اشتركت معهم في اختيار بعض قطع الأثاث لبيت الزوجية، وكان (عبد الحليم) و(سعاد) سيعلنان زواجهما، ولكن (سعاد) تراجعت في النهاية بعد أن شعرت بأنها ستكون مجرد زوجة في فلك عبد الحليم الذي كان يرفض نهائيا عملها، وكان يغار عليها بشدة».
2. انفصالها عن علي بدرخان
قصة حب كبيرة جمعت بين الفنانة سعاد حسني، والمخرج علي بدرخان، إذ كانت قصة غرامية حدثت على طريقة الأفلام السينمائية، انتهت بالزواج، وعاشا الثنائي حياة سعيدة- بحسب حديث إذاعي لـ«سعاد»- فالعوامل المشتركة بينهما كثيرة، أهمها حب واحترام الفن، وعشقهما للضحك، وكرهما للحزن، وكان الخلاف الوحيد فقط هو أن «علي» يتمنى إنجاب ولد، بينما تُفضل «سعاد» البنت، وبعد زواج استمر 11 عامًا انفصلا الثنائي، وترددت شائعات بأن سبب الطلاق هو خيانة المخرج لـ«السندريلا».
مسلسل «السندريلا» الذي جسدت فيه الفنانة منى زكي، دور سعاد حسني، أظهر خيانة علي بدرخان، وهو ما أغضب الأخير، وقال: «هذا المسلسل لا يعبر عن سعاد حسني.. هذه ليست حياة (سعاد)، ولم أكن في يوم خائن لها، ولا أعلم لماذا أظهروني في المسلسل خائنًا، على الرغم من أن كل صناع العمل كانوا يعرفونني أنا و(سعاد) جيدًا، لكن لا أعلم لماذا فعلوا ذلك؟».
وأضاف «بدرخان»، في حوار أجرته معه صحيفة «الشرق الأوسط» في ذكرى وفاة سعاد حسني عام 2009: «لم أخن سعاد حسني على الإطلاق، وكل ما حدث أنهم أرادوا إعطاء جرعة بهارات للعمل الدرامي، أما بالنسبة للضعف الذي تتحدثون عنه، فأنا لم أضعف من قبل أمام أي امرأة، حتى أمام سعاد حسني نفسها، واختياري لـ(سعاد) كان على أساس أبعاد عديدة، وليس جمالها فقط، بل عقلها ومشاعرها، وانسجامنا معا».
وعن سبب الانفصال بينهما، قال في تصريحات لموقع «العربية نت» بتاريخ 8 سبتمبر عام 2012: «حياتي مع السندريلا كانت جميلة وسعيدة جدًا، لكن الوهن العاطفي الذي كثيرًا ما يتسلل بين الأزواج أصابنا، ولم نريدا العيش في هذا المناخ، فقررنا الطلاق، ولم يتحول الانفصال أبدًا إلى عداوة بيننا، بل أصبحنا صديقين بكل ما تحمله الكلمة من معان، وتعاونا معًا في العديد من الأعمال السينمائية الناجحة».
1. لغز وفاتها
لم ترحل سعاد حسني في هدوء، بل أثار خبر وفاتها جدلًا كبيرًا في الأوساط الإعلامية والصحفية، حتى وصف البعض موتها بأنه «نهاية تليق بأسطورة».
هناك أكثر من رواية حول وفاة سعاد حسني، فهناك من يؤكد أنها قُتلت بعد اعتزامها كتابة مذكراتها، فيما قال البعض إن وفاتها طبيعية، وآخرون أكدوا أنها انتحرت.
اتهمت جنجاه عبدالمنعم حافظ، الأخت غير الشقيقة لـ«سعاد حسني»، صفوت الشريف بقتل شقيقتها، قائلة: «أنا متأكدة من كلامي.. أختي مستحيل تنتحر، لأني أعرفها كويس»، وذلك في حوار مع الإعلامي طوني خليفة ببرنامج «الشعب يريد» على فضائية «القاهرة والناس».
وفي حوار مع صحيفة «العربي الجديد»، نُشر بتاريخ 30 مايو 2014، قالت «جنجاه»، إن «من قتلوا (سعاد) هم نادية يسري صديقتها التي كانت تسكن لديها في لندن، وصفوت الشريف الذي خطّط لمقتلها مع وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، لأنّ (صفوت) عرف أنّ (سعاد) كانت بدأت تكتب مذكراتها وبالطبع هو يعلم جيدًا ما تحتويه المذكرات من فضيحة له، إذ كان جنّد (سعاد) في أعمال منافية للآداب بحجّة الحصول على معلومات تهمّ مصر».
وأضافت: «لو كان آخر يوم في عمري سأثبت أنّ شقيقتي ماتت مقتولة وليست منتحرة، أختي مؤمنة بالله سبحانه وتعالى ولا يمكن أن تقدم على الانتحار نهائيًا».
ويؤكد الفنان سمير صبري، الذي كانت تربطة علاقة قوية بـ«سعاد»، أن الأخيرة لم تُنهِ حياتها، بل قُتلت، مستبعدًا كل ما يتردد في هذا الشأن.
وأضاف في حوار تليفزيوني: «تقرير الطب الشرعي في بريطانيا ومصر بيقول إن مفيش كسر في جسمها، فيه خبطة في الدماغ وكدمات، استحالة إن حد ينزل من الدور السادس ميتكسرلوش صوباع».
وفي لقاء مع برنامج «مساء الخير» على قناة «سي بي سي»، قال: «(سعاد) أجرت 18 عملية في أسنانها، وخست 18 كيلو، كان عندها الرغبة إنها ترجع لمصر وتشتغل، لذلك فهي لم تنتحر، بل قُتلت، وأعتقد أن القتل كان بدافع السرقة حيث كانت تقيم مع صديقتها (نادية)».
الفنانة نادية لطفي هي الأخرى نفت انتحار سعاد حسني، وقالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إنه «من المستحيل أن تنتحر سعاد حسني، خاصة أن معنوياتها كانت مرتفعة خلال الفترة التي سبقت وفاتها، وهناك ملابسات للحادث تثير تساؤلات عديدة مثل وجود فردتي حذاء (سعاد) في أماكن متفرقة من الشقة حيث عثر على واحدة بالحمام وأخرى بالبلكونة».
من جانبه، قال الإعلامي مفيد فوزي، في حوار مع الإعلامية هالة سرحان، ببرنامج «آن الأوان» على قناة «المحور»: «سعاد حسني لم تنتحر، ولم تُقتل، ولم تسقط من الدور السابع، لو سقطت من الدور السابع كانت هتبقى فتافيت».
وأضاف: «في رأيي الشخصي، سعاد حسني ماتت بنفس الطريقة التي مات بها صلاح جاهين، وذلك بتناول حبوب الاكتئاب».