على غير عادة الوسط الفني، ظلت الحياة الزوجية لسيدة الشاشة العربية، في العلن.
مثل أي فتاة عادية، تزوجت، وأنجبت، وانفصلت عن زوجها.
تزوجت الفنانة التي بدأت مشوراها الفني، وعمرها لم يتجاوز 8سنوات، 3 مرات، مرتان من الوسط الفني لم يكتب لهما الاستمرار، والمرة الثالثة والأخيرة، استمرت حتى رحيلها عن الدنيا، السبت 17 يناير 2015، عن عمر يناهز 83عاما.
ونرصد زيجات الفنانة الراحلة «فاتن حمامة» في التقرير التالي:
الأول: زواج سري والغيرة سبب الطلاق
بدأت الفنانة المولودة في 27 مايو 1931، مشوارها الفني بمجموعة من الأدوار الصغيرة بالسينما منذ وقت مبكر في حياتها، وكان أول أدورها «طفلة» في فيلم «يوم سعيد»، أمام الفنان محمد عبدالوهاب، عام 1938.
درست«حمامة»، في معهد التمثيل، وتخرجت منه عام 1947، وهو نفس عام زواجها الأول من المخرج عزالدين ذوالفقار.
تعرف ذو الفقار عليها بعد أن قامت بتمثيل فيلمين أمام الفنان محمد عبد الوهاب، الأول أدت فيه دور طفلة «يوم سعيد»، الثاني في دور حبيبه في فيلم «رصاصة في القلب»، وكان وقتها ذوالفقار، يبدأ مشواره في الإخراج السينمائي في نفس العام بفيلم «أسير الظلام»، ولقى الفيلم نجاح مبهرا، في نفس العام أخرج عزالدين فيلمه الثاني «الكل يغني»، وكانت البطلة فاتن حمامة أمام سراج منير.
تكرر لقاء الثنائي ذو الفقار وحمامة، للمرة الثالثة في فيلم« أبوزيد الهلالي»، ومن هنا بدأت قصة الحب التي استمرت 6 سنوات، بدأت بالزواج في أبريل عام 1948، وانتهت بالطلاق عام 1956، أنجبها خلالهما ابنتهما نادية، وقدما للسينما العربية أجمل الأفلام منها «موعد مع الحياة»، «موعد مع السعادة»، «سلوا قلبي».
ظلت العلاقة الفنية والإنسانية بينهما مستمرة، وفي أفضل حالتها، واستمر التعاون بينهما وهو ما نتج عنه واحد من أهم الأفلام الرومانسية في تاريخ السينما المصرية «نهر الحب» عام 1960.
يقول عز عن زواجهما في مذكراته التي كشفتها مجلة نصف الدنيا عام 2000: «تزوجنا في مغامرة، كنا نعمل في فيلم (خلود) وعقد القران في فيلا فؤاد الجزايرلي وكان شهود العقد جليل البنداري وأنيس حامد، وكان السبب في السرية أن أهلها اعترضوا على الزواج وبدأت الوقيعة بيني وبينها حين أسندت بطولة فيلم إلى فنانة أخرى، فتفسر فاتن العناية بالعمل على أنها عناية بالبطلة وانتهينا إلى الطلاق وكان قرارًا سليمًا لم تطلق فيه رصاصة واحدة على سمعة أي طرف منا.. وذهب ما توهمته حبًا وبقي بيني وبين فاتن الشيء الخالد الصداقة».
الثاني: صاحب القبلة الأولى وهوليود سبب الانفصال
الزواج الثاني لفاتن حمامة، جاء سريعًا، بعد عام واحد فقط من انفصالها عن عز والدين ذو الفقار، واستمر لما يقرب من الـ20 عامًا.
وتعود قصته إلى عام 1954، أثناء تحضير المخرج الراحل يوسف شاهين لفيلم «صراع في الوادي»،ورشحت فاتن لبطولة الفيلم، وكانت لا تزال زوجة لعز الدين ذوالفقار، ورشح لدور البطولة أمامها الفنان شكري سرحان، لكن اعترض حمامة عليه، دفع شاهين إلى ترشيح وجهاً جديداً ليلعب البطولة أمامها، فرشح زميل دراسته في كلية فيكتوريا بالاسكندرية، ميشيل شلهوب الذي عمل بعد تخرجه في شركات والده تاجر الأخشاب، و يفكر في السفر للخارج لدراسة السينما أو العمل بها .
عرض شاهين الوجه الجديد عليها، طلبت حمامة منه تمثيل أحد المشاهد، وكانت بداية نجومية «ميشيل شلهوب»، والذي سيصبح النجم العالمي عمر الشريف فيما بعد.
وأثناء التصوير تطلبت أحد المشاهد قبلة بين فاتن وعمر فوافقت على تصوير المشهد وسط دهشة الجميع ، فقد كان معروف عنها رفضها الدائم لمثل تلك المشاهد، وكانت هذه القبلة هي الأولى للطرفين في السينما.
تزوجا بعد أن أشهر ميشيل إسلامه، وحمل اسم عمر الشريف عام 1955، وانجبا ابنهما طارق وهو الابن الوحيد للشريف، وقدما معا على المستوى الفني عدداً من الأفلام التي تعتبر علامة في تاريخ السينما المصرية، من بينها في صراع في النيل 1956 ونهر الحب 1960.
نهاية الزواج كانت في هدوء يليق بحبيبين، سفرعمر الشريف للخارج للعمل بهوليود قابله رفض من فاتن حمامة للسفر معه وترك مصر، كان سبب الانفصال عام 1974.
وهو ما قالة الشريف في أحد حوارته الصحفية: «بعد زواجنا كانت فاتن لا تريد أن تسافر معي ولا تحب العمل في أمريكا، فقلت لها يا حبيبتي بصي إحنا مش هنتطلق ولا حاجة، أنا هسافر، ولو في يوم من الأيام حبيتي حد أو عايزة تتجوزي تاني كلميني في التليفون هبعتلك الورقة على طول، وكل الفترة دي وهي زوجتي ولم أطلقها إلا بعدين، وعمرنا نحن الاثنين تخطى السبعين عاما، حينما تعرفت هي على زوجها الحالي وأرادت الزواج منه»
وظل الشريف يجهر بحبه بعد انفصالهما بسنوات عديدة، كان أخرها عام 201 ، في حوار صحفي : «لم أحب أو أتزوج بعد فاتن حمامة فهي المرأة الوحيدة في حياتي وحبي الأول والأخير».
الثالث: الحياة في هدوء بعيدًا عن الوسط الفني
بعد تجربتي زواج في الوسط الفني، اختارت الفنانة الكبيرة الابتعاد والعيش في هدوء بعيًدا عن الأضواء ، حتى أنه لاتوجد صور لزوجها الحالي.
وبعد انفصالها عن عمرالشريف، بعام واحد فقط، تزوجت من طبيب الاشعة الشهير الدكتور محمد عبد الوهاب، عام 1975، وظلت سيدة الشاشة العربية تعيش في هدوء من زوجها إلى أن غيبها الموت أمس لترحل عن عالمنا بجسدها، وتظل أعمالها خالدة في تاريج السينما المصرية.